اخبار السودانمقالات

رحمة عبدالمنعم يكتب.. (لا تفاوض مع المليـ ـشـ..ـيا)

الراي السوداني

للحقيقة لسان

رحمة عبدالمنعم

(لا تفاوض مع المليـ ـشيا)

في خطوة حاسمة تعكس الموقف الراسخ تجاه مليشيا الدعم السريع التي تهدد أمن واستقرار البلاد، رفض الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، مقابلة قائد المليشيا المتمردة حميدتي، في إطار وساطة تركية، هذا الموقف يبرز التزام الجيش بحسم ملف التمرد، خاصة بعد الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب التي ارتكبتها مليشيا “الجنجويد” في حق الشعب السوداني ومؤسسات الدولة

جدير بالذكر أن رفض البرهان التفاوض مع حميدتي ليس الأول من نوعه، إذ أكد في مناسبات عديدة خلال جولاته العسكرية أمام الضباط والجنود أنه لا تفاوض مع المليشيا، مشدداً على أن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد، هذه التصريحات تأتي متناغمة مع موقف غالبية الشعب السوداني، الذي يرى في هذه المليشيا عدواً مباشراً ارتكب أبشع الجرائم، شرد الملايين من ديارهم، ودمر مقدرات البلاد

قرار القيادة العسكرية الأخير لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تجارب مريرة، أبرزها نقض المليشيا لاتفاق جدة، الذي كان من المفترض أن يشكل أساساً للتهدئة والحوار ،إلا أن حميدتي، كما أوردت الزميلة (السوداني)، استغل الاتفاق للمراوغة وكسب الوقت، ليشن هجمات جديدة على المدن والقرى، متسبباً في قتل وتشريد المواطنين، ونهب ممتلكاتهم، وتدمير المؤسسات.

تصريحات البرهان الأخيرة، التي قال فيها: “إما الاستسلام، أو نبيدهم أو يبيدونا”، تسلط الضوء على حجم التحدي الذي يواجه الجيش في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ السودان، رفض البرهان لأي شكل من أشكال التفاوض مع المليشيا المتمردة ليس قراراً عسكرياً فحسب، بل هو موقف وطني صارم يهدف إلى الحفاظ على سيادة السودان وأمنه، في مواجهة مليشيات لا تعترف بأي قواعد إنسانية أو أخلاقية

إن موقف البرهان يعكس حقيقة واضحة: لا مجال للتفاوض مع قوى خارجة عن القانون تحمل السلاح في وجه الدولة والشعب، وتستغل كل فرصة للتمدد على حساب الأرواح والممتلكات، في ظل هذه الظروف، يصبح دعم الجيش واجباً وطنياً، فهو المؤسسة التي تقدم التضحيات لحماية السودان من الانهيار

من المهم التأكيد على أن الحرب ليست خياراً مفضلاً لأي عاقل، فهي تزرع الدمار وتسبب المعاناة، لكن جرائم المليشيا وانتهاكاتها المتكررة أغلقت كل أبواب التفاوض، وجعلت الحسم العسكري ضرورة لا مفر منها، الشعب السوداني، الذي عانى الأمرّين من هذه الحرب، يدرك أن استقرار بلاده ومستقبلها يتطلب القضاء على هذا التهديد الوجودي، مهما كانت التضحيات

في هذا السياق، تصبح المواقف الحاسمة التي تتخذها القيادة العسكرية ضرورة وطنية لا تقبل المساومة، لحماية السودان من التفكك والدمار، ولضمان مستقبل أكثر أماناً واستقراراً لشعبه.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى