متابعات – الراي السوداني – الصراع السوري إلى الواجهة مع سيطرة المتمردين على أجزاء من مدينة حلب، في تحول غير متوقع هو الأول من نوعه منذ عام 2016.
هذا الهجوم المفاجئ جاء بعد تشكيل تحالف جديد من فصائل المعارضة تحت اسم “قيادة العمليات العسكرية”، الذي اجتاح بسرعة مناطق استراتيجية خارج حلب واستطاع دخول المدينة دون مقاومة تُذكر.
حلب، التي كانت ذات يوم المعقل الاقتصادي لسوريا وإحدى أهم مدنها، باتت الآن رمزًا لصراع لا ينتهي.
التحركات الأخيرة أثارت تساؤلات حول أسباب توقيت هذا التصعيد. الحكومة السورية وحلفاؤها الرئيسيون، مثل روسيا وإيران، يواجهون تحديات كبيرة؛ فروسيا مستنزفة في أوكرانيا، وإيران تتعرض لضربات إسرائيلية متكررة أضعفت حلفاءها في المنطقة.
هذه الظروف يبدو أنها أعطت المتمردين فرصة لاستعادة زخمهم العسكري، في ظل انشغال القوى الدولية بصراعات أخرى.
المعارك المتجددة في حلب قد تكون بداية لتحول جذري في مسار الحرب السورية، إذ يُخشى أن يؤدي هذا التطور إلى تصعيد كبير مع احتمالية موجة نزوح جديدة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.
ومع بقاء النظام السوري ضعيفًا على الأرض، قد يفتح هذا الهجوم المجال لتغيرات كبيرة في خريطة النفوذ داخل سوريا، وربما يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية.
الصراع السوري، الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، يثبت مرة أخرى أنه بعيد عن الحل. الأحداث الأخيرة تذكير مؤلم بأن الجمود العسكري والسياسي لا يعني نهاية الحرب، بل استعدادًا لفصول جديدة من المعاناة والتحديات.