واصل تصريحاته المستفزة للجيش والشعب.. توم بيرييلو،، الإستهبال السياسي واللعب على الذقون
توم بيرييلو محاولات مريبة للمساواة في الانتهاكات بين الجيش والميليشيا..
مصدر دبلوماسي: بيرييلو محبط بسبب فشله في جرّ الحكومة إلى مفاوضات جنيف..
المبعوث الأمريكي يحاول تحقيق غايات خبيثة على الصعيد الأممي..
ما يسعى خلفه بيرييلو لن يتحقق لأنه مكشوفٌ لدى أصدقاء السودان وشركائه الدوليين..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو، إنهم يراقبون هجمات الدعم السريع التي وصفها بالمروعة على المدنيين بما في ذلك عمليات القتل والعنف الجنسي المستهجنة في ولاية الجزيرة،
وأضاف بيرييلو في تغريدة له على منصة إكس أن الدعم السريع والجيش السوداني فشلا في الإيفاء بالتزاماتهما تجاه القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين، مؤكداً أن واشنطن ستواصل عملها ضد المسؤولين عن الانتهاكات في السودان.
محاولة فرض الواقع:
وتعود الإدارة الأمريكية لتمارس من جديد (الفهلوة) واللعب على الذقون بتسويق أفكارها البالية، ومحاولة فرضها كحقائق على الأرض من خلال التكرار المستمر لفرضية المساواة ما بين القوات المسلحة كمؤسسة عسكرية منظمة، وبين قوات الدعم السريع كميليشيا متمردة تمارس الإرهاب والإجرام،
وتنتهج القتل بلا رحمة، في واحدة من أفظع وأبشع الانتهاكات المتمخضة عن الحروب في العصر الحديث، فقد اقترفت أيادي ميليشيا آل دقلو كل أنواع وأشكال العنف ضد البشر بارتكاب جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية،
وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وسط صمت دولي غريب ومريب، وكأني بالمبعوث الأمريكي يعطي الميليشيا المتمردة شارةً خضراء لتمضي على ذات الطريق بإعمال القتل والسحل والاغتصاب والنهب والسلب والتهجير القسري، ومخالفة القانون الدولي والإنساني.
صمت دهراً ونطق كفراً:
ويعلم هذا البيرييلو مثل تعلم إدارته الأمريكية فداحة الجرم الذي ترتكبه ميليشيا الدعم السريع، التي درجت على توثيق جرائمها وانتهاكاتها ونشرها على مرأى ومسمع الرأي العام العالمي في تحدٍّ سافر لكل القوانين والأعراف الدولية، ومع ذلك يمارس المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو الصمت دهراً، ثم يأتي لينطق كفراً!
ألا ترى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والأم المتحدة جرائم القتل الجماعي المروعة التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع منذ الخامس عشر من أبريل 2023م عندما أطلقت رصاصة الانقلاب الأولى من فوهة بنادق الغدر والخيانة في صدر الخرطوم، قبل أن تنقل مسارح جرائمها إلى دارفور، والجزيرة، وسنار، وغيرها من المناطق التي ما أن تطأها بأقدامها النجسة إلا ويفرّ منها المواطنون الأبرياء والعزل.
مؤامرة دولية:
إلى متى يستمر هذا (الاستهبال) الذي تمارس الولايات المتحدة الأمريكية في التعاطي مع الأزمة السودانية؟ لقد ظنّ الرأي العام السوداني، وبعد مرور أربعة أشهر من اندلاع الحرب التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم المتمردة، أن المجتمع الدولي وفي مقدمته الإدارة الأمريكية مشغولون بقضية غزة والانتهاكات التي يمارسها العدو الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين،
باعتبارها قضية رأي عام دولي يقف السودان ويساندها كغيره من شعوب العالم العربي والإسلامي، ولكن بمرور الوقت بدأت تتكشف خيوط المؤامرة الدولية التي تحاك ضد السودان،
إذ لم تكن طلقة ميليشيا الدعم السريع التي انطلقت صبيحة الخامس عشر من أبريل 2023م مجرد محاولة انقلابية لتقويض نظام الحكم والاستيلاء على السلطة، كلا لقد كانت هذه الطلقة إيذاناً باندلاع حرب وجودية تقودها محاور إقليمية ودولية تستهدف إحداث تغيير ديمغرافي في السودان، بغية الاستفراد بموارده وثرواته،
وتلعب الولايات المتحدة رأس الرمح في هذه المؤامرة رغم مسارعتها إلى التوسط لعقد منبر في جدة، ولكنها في الواقع من تقوم بتحريك جنود المؤامرة في ميدان القتال، وليس توم بيريللو سوى مشرف على متابعة اللعبة والوصول بها إلى غاياتها.
كلمة حق أراد بها باطل:
ويرى الباحث والإعلامي الركابي حسن يعقوب أن تصريحات المبعوث الأمريكي توم بيرييلو ليست سوى كلمة حق أراد بها باطل، وقال الركابي في إفادته للكرامة إن كلمة الحق التي نطق بها بيريللو هي أن ميليشيا الدعم السريع المتمردة تقوم بهجمات ممنهجة ومتعمدة على المدنيين منذ إطلاقها للطلقة الأولى في حرب الخامس عشر من أبريل 2023م بغرض الاستيلاء على السلطة،
مبيناً أن الميليشيا المتمردة استمرت في ارتكاب انتهاكات وفظائع وجرائم حرب مروعة في حق المدنيين في كل بقعة دخلتها، وقال إن هذه الانتهاكات المروعة أصبحت معلومة نتيجة لتوثيقها من قبل أفراد الميليشيا أنفسهم وتباهيهم بها على منصات التواصل الاجتماعي و(السوشيال) ميديا،
وأما الباطل المراد في تصريحات بيريللو هو تسويق هذه الانتهاكات المعلومة والموثقة، مقرونة بإدانة غير مبررة للجيش السوداني بإقحامه قسراََ وبشكل غير منطقي ضمن لائحة الاتهام ومساواته بميليشيا الدعم السريع بإشارة ضمنية بأنه شريك في الانتهاكات المروعة على الرغم من أنه لا أحد ولا أي جهة لا على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي رصدت أي صورة من صور هذه الانتهاكات أو الهجمات من قبل الجيش السوداني على المدنيين،
بل على العكس تماماً كان الناجون من جحيم هجمات ميليشيا الدعم السريع يفرون إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني حيث الأمن والأمان، فبيريللو يريد تسويق عملة من صناعة يده يحمل أحد وجهيها صورة الميليشيا، فيما يطبع على الوجه الآخر صورة الجيش السوداني.
إحباط وفشل:
ويمضي على ذات المفاهيم مصدر دبلوماسي رفيع فضَّل حجب اسمه ويقول في إفادته للكرامة إن المبعوث الأمريكي توم بيريللو الذي علَّق زيارته للسودان إلى أجل غير مسمى بسبب الإحباط الذي يكتنفه جراء فشله السابق في جولات جنيف والقاهرة،
وأكد أن بيريللو يسعى كعادته بإطلاق مثل هذه التصريحات إلى إقحام الجيش بتحامل جلي ودون مبرر ومساواته بالميليشيا المتمردة فيما ترتكبه من جنايات فظيعة وانتهاكات صارخة وموثقة ترقى إلى مصاف الإبادة الجماعية وفقاً لما هو موصوف في القانون الجنائي الدولي والإنساني،
كتلك المذابح التي ارتكبتها ميليشيا آل دقلو في قرية السريحة وقرية أزرق بولاية الجزيرة، والقصف العشوائي على الأحياء السكنية بأم درمان، وأبان المصدر الدبلوماسي أن المبعوث الأمريكي مازال يوالي مماهاته للتمرد ومناصريه لإعادتهم إلى المشهد ولكن هيهات،
مؤكداً أن بيرييلو بهذا التُرَّهات التي يروّج لها، يدعم هذا الواقع المأساوي لأجل غايات ينشدها على الصعيد الأممي ولكنها لن تتحقق لأنها باتت مكشوفة لدى أصدقاء السودان وشركائه الدوليين، ولأن القوات المسلحة ومسانديها من أبناء الوطن بالداخل توالي متابعة التمرد وتتعقبه في كل شبر،
وتستطيع أن تحيط به وتدحره مهما كلفها، وأن كفة المشهد الميداني في كل محاوره تترجح لصالح الجيش بنجاحات وانتصارات أزعجت وغضَّت مضاجع أمثال المبعوث بيرييلو وبلاده والغربيين الذين يجانبون الإنصاف والعدالة الدولية ومبادئها، ويدعون حماية المدنيين والضحايا العزل بالقول،
وهم يرون ما يفعله التمرد بهم صباح مساء ولا يدينونه أو يوقعون عليه أي عقوبة إلا من تعليقات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياد، وإجراءات شكلية ممجوجة لا تفيد إزاء فظائع التمرد الذي يسعى لتغيير الواقع وفرض أجنداتهم دون جدوى.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فمن الواضح أنه كلما شعرت الإدارة الأمريكية بتقدم الجيش وتراجع الميليشيا المتمردة، كلما تدخلت في ميدان المعركة بلعبة خشنة تحاول من خلالها عرقلة مسيرة الجيش القاصدة، ذلك أن واشنطن لن تدخر وسعاً حتى تجد لمخططها الخبيث موطأ قدم بمحاولة فرض التدخل الدولي في السودان،
ضاربة بعرض الحائط انتهاكات ميليشيا الجنجويد، وغاضة بطرفها عن الالتفاف المدهش للمواطنين رغم معاناتهم، حول قواتهم المسلحة، حتى بات الشعب السوداني جيشاً ينقصه فقط ارتداء الكاكي وحمل الأسلحة ليخوض مع الجيش معركة الكرامة،
ولا نشك في أنه سيخوضها لاسيما في ظل تزمَّره وارتفاع صوت استهجانه جراء الاستفزاز المستمر من الميليشيا وأن الغضبة قادمة، فالشعب قد أراد الحياة، فلا بد لليل أن ينجلي ولابد للحق أن ينتصر.