متابعات-الراي السوداني-نشرت صحيفة “فاينتشال تايمز” وثائق مسربة حصل عليها مركز دراسات الدفاع المتقدمة (C4ADS) وهو مركز أبحاث مقره واشنطن تثبت تورط شركة سودانية يسيطر عليها قائد فاغنر الروسي المتوفى في حادثة تحطم مروحيته يفغيني بريجوزين في شراء معدات صناعية من الصين عبر بنوك غربية كبيرة وتوريدها للسودان.
إحدى الفواتير اظهرت أنه في أغسطس 2017 أرسلت شركة “مروي جولد” Meroe Gold وهي شركة تعدين سودانية مصنفة بانها كانت واجهة لشركة فاغنر دفعة من حساب مصرفي محلي عبر JPMorgan Chase كبنك وسيط في نيويورك إلى بائع في الصين.
فاتورة أخرى من نفس العام تُظهِر أن شركة Meroe Gold أرسلت دفعة مقابل مولدات ديزل وقطع غيار اشترتها من مورد صيني عبر بنك Hang Seng وهو جزء من مجموعة HSBC ولا يوجد دليل على أن هذه البنوك كانت على علم بأنها كانت تتعامل مع معاملات بتكليف من كيانات واجهة لمجموعة فاغنر ولم تكن شركة مروي جولد خاضعة للعقوبات الأمريكية وقت المدفوعات لكن بريجوزين كان خاضعًا للعقوبات منذ عام 2016.
وفي العام 2018 وُضعت شركة مروي تحت العقوبات الأمريكية بسبب “ملكيتها أو السيطرة عليها من قبل بريجوزين” ومساعدته في “استغلال الموارد الطبيعية للسودان لتحقيق مكاسب شخصية”حسبما ذكرت الصحيفة.
وتتهم الخزانة الأمريكية “مروى جولد” بالارتباط بمجموعة “فاغنر” التي لديها علاقات بوزارة الدفاع الروسية.
وذكرت وكالة “بلومبرج” في تقرير سابق لها أن سجلات اطلعت عليها تظهر حصول “مروى جولد” على رخصة تمنحها حق الوصول إلى المعادن الثمينة إضافة إلى رخص أخرى للعمل في الصناعات السودانية من النقل إلى الزراعة والبلاستيك.
وفتحت تلك الرخص الباب أمام “مروى جولد” للوصول إلى الذهب الرخيص وشبه المعالج والذي تستخرجه جماعات تعمل على قاعدة صغيرة وذلك حسبما نقلت الوكالة عن عاملين في المناجم ومهندسين ومستشارين ومحللين في السودان .
وبحسب “بلومبرج ” فإن “مروي” تستثمر في السودان في صناعة الذهب منذ 2017.
وكان وزير المالية جبريل ابراهيم
قد قدّر قبل عامين أن خُمس إنتاج البلاد من الذهب فقط يمر عبر القنوات الرسمية فيما يتم تهريب الباقي إلى خارج البلاد وهو ما تطابق مع حديث سليمان بالدو الباحث المستقل المقيم في الولايات المتحدة والذي عمل سابقًا في The Sentry ، وهي مجموعة مقرها واشنطن تحقق في الروابط بين الصراع والمال في إفريقيا والذي أمضى خمس سنوات في التحقيق في صناعة التعدين في السودان وخلص الى نتيجة انه وجد نقصًا مذهلاً في الإشراف الحكومي الرسمي على تعدين الذهب في السودان.
طلال مدثر