متابعات – السوداني
سارة الطيب تكتب.. طائر الفينيق في بورتسودان
في كل الادبيات الشعبية لشعوب العالم القديمة يعد طائر الفينيق ايقونةً ورمزاً اسطورياً للقوة والتجديد والعطاء بلا حدود، والعزيمة التي تلهم الإنسان لمواجهة الصعاب وتحدي المستحيل، وتمكنه من العودة من جديد، وحتى في الحضارة الصينية يعد الدلالة الأكثر شهرةً للخير والمحبة والوحدة والطاقة والرحمة وكانوا يعتبرونه طائراً مقدساً، وعندنا في السودان طالما اعتدنا ربطه بذات المفاهيم والقيم بمقولتنا (طائر القينيق الذي لا يهدأ) كنايةً عن العمل الدؤوب المخلص دون كللٍ أو ملل.
لمجهود وتجاوب من رأس المال الوطني فالفرص هنا كما البحر الذي تطل عليه اتساعاً.
وسط هذا الخضم من التدفق المتنوع كانت الصعوبات حاضرةً بسبب مشاكل الإدارة المتراكمة في السودان بتركيز الحكومات المتعاقبة على تنمية وتطوير الخرطوم واهمال الإقاليم، فبورتسودان تعاني من مشاكلات الكهرباء والمياه التي كانت على قدر ضآلتها يتعايش معها إنسان المدينة بصبر وجلد وامل في الحلول ويرتب حياته عليها ويتكيف معها ولكن الوافدين والضيوف ما اعتادوا على مثل هذا الوضع، وهنا كانت جهود وحركة ماكوكية لا تهدأ قادها الفريق مصطفى لإيجاد المعالجات لضمان معالجة هذه المشكلات المزمنة، ومن اصعب المهام ان (تعافر المال من جيب الحكومة في ظروف معقدة واولوية الحرب التي لا يمكن تجاوزها).
ثم جاءت مؤخراً كارثة السيول والفيضانات وهي فوق طاقة الولاية والسودان كله، وكان الفريق مصطفى يخوض لساعاتٍ وسط لامطار لنجدة شعبه ولايصال ما توفر بين يديه من مساعدات ، وكلنا يعلم تأثير انهيار سد اربعات، ويعلم أيضا حوجة الملايين من السودانيين للمساعدات.
سلسلة التحديات والتعقيدات طويلة امام الرجل من (الفقر- الطاقة- الغذاء- النقل- النفايات الصلبة- المياه والصرف الصحي- الصحة – تغير المناخ- الإسكان- النازحين- التامين – الاستثمار وغيرها وغيرها) ويواصل ساعات العمل حتي أواخر الليل ليستيقظ من جديد ليمنح بعزيمته الامل في انجاز وانجاح هذا الانتقال،
وانا سارة الطيب لو تبقى في كنانتي عزيمة باذن الله الواحد الاحد ساقدم لهذه المدينة ما استطعت إليه سبيلا.