غير مصنف --

أعوذ بالله منكم.. بقلم صديق رمضان

السودان اليوم:
*لأنها من أعظم أنواع الصدقات الجارية التي لاينقطع ثوابها ولأن الله جعل منها كل شئ حي، فإن كثيرين نذروا أنفسهم وأموالهم وجهودهم ووقتهم لتشييد آبار ومحطات وشبكات مياه الشرب، يبتغون من وراء ذلك رضاء الله العلي القدير.
*”وكثيرة هي مبادرات الخيرين في هذا الصدد بمختلف أنحاء البلاد التي تعاني أجزاء واسعة منها من أزمات مستعصية في توفير مياه الشرب لإدراكهم التام حجم المعاناة التي ظل يتكبدها السكان من أجل الحصول علي مياه نقية.
*وفي ذات الوقت الذي يسعي فيه البعض لتوفير المياه، فإن بعضا من أصحاب القلوب المريضة يعمدون إلي حرمان البسطاء من مياه الشرب وهو أمر رغم غرابته إلا أنه ظل واقعا يتجسد عقب ثورة ديسمبر المجيدة حيث ظلت معظم أحياء العاصمة تشكو العطش ويلهث سكانها وراء جرعة ماء تمنعت عليهم رغم وجود الشبكات الناقلة ومحضات الضخ.
*ولأننا ظللنا في حي المايقوما نعاني انعدام للمياه منذ أربع أيام متصلة وتحت وطأة الحاجة ورهق انتظارها دون جدوي بحثت أمس عن أسباب توقف انسياب إمداد المياه عبر الشبكة وأجريت اتصال هاتفيا بإدارة مياه العاصمة واستفسرتهم عن أسباب انقطاع الامداد عن سكان حي المايقوما.
*كانت المفاجأة التي لم أتوقع حدوثها في الشهر الفضيل أن الخط الناقل تعرض للتخريب المتعمد وإغلاق البلف بالقرب من محطة محجوب شريف الحرارية بكافوري، واستغرق إصلاحه أكثر من 48 ساعة بذل خلالها منسوبو الهيئة جهودا مقدرة لإصلاح الأعطاب التي تمت بفعل فاعل.
*تملكتني الحيرة وظللتني سحب الحسرة والاستياء من هذا الفعل الذي لايمت إلي تعاليم ديننا بصلة وليس له علاقة بأخلاقنا وقيمنا التي تحض علي توفير مياه الشرب لمن يحتاجها، وتعجبت كيف لمسلم أن يمتلك الجرأة التي تمكنه من تعمد قطع انسياب المياه حتي لاتصل إلى مقاصدها.
*وأكثر ما أثار حيرتي بل وغضبي أن هذه الحادثة ليست الأولى فقد شهدت خطوط ناقلة للمياه بعدد مقدر من أحياء العاصمة تخريبا متعمدا ألقى بأعباء جسيمة على هيئة مياه الخرطوم التي باتت تركز جل جهدها علي إصلاح الأعطاب المفاجئة التي انتشرت عقب الثورة كالنار في الهشيم.
*ويكفي أن نعرف للأسف الشديد أن الفترة الأخيرة شهدت تخريب أكثر من تسعة وأربعين موقع بالخطوط الناقلة وهذا الأمر جعل سكان عدد كبير من أحياء العاصمة يصبون جام غضبهم علي هيئة المياه وهم لايدركون الحقيقة التي توضح أن ثمة أشخاص تجردت قلوبهم من الرحمة والإنسانية يعمدون إلي تخريب الخطوط الناقلة للمياه من أجل تحقيق أجندة لاعلاقة لها بمصلحة الوطن والمواطن.
*فهم يهدفون من وراء هذا الفعل الدنئ والخبيث الي إثارة ثائرة المواطنين وغضبهم وغبنهم بسبب العطش ودفعهم للخروج إلي الشارع لمهاجمة الحكومة الإنتقالية التي يسعون إلي إظهارها بمظهر الضعف حتي يرسخوا في الأذهان عجزها عن توفير ابسط الخدمات للمواطن.
*هذا فعل لايمت إلي الإنسانية بصلة وهو غارق في مياه ضحلة وآسنة تكشف إلى أي مدي يسكن بعض القلوب حقد غريب وكراهية غير مبررة وليس لها علاقة بالعمل المعارض الراشد الذي يستهدف دائما التعمير وليس التدمير.
*في ظل هذه الأفعال الغرائبية التي لم تحدث في دولة من قبل لابد أن تسعى هيئة مياه الشرب بالعاصمة ولجان المقاومة بالأحياء لتكثيف المراقبة على الخطوط الناقلة لمياه الشرب وكذلك لابد من الاستعانة بالأجهزة الأمنية لكشف الذين يقفون وراء هذا الفعل المنحط والمشين حتي يعرف الرأي العام حقيقة بعض الذين يتدثروا برداء الدين الذين لايكترثون بقطعهم لإمداد المياه لمعاناة طفل أو شيخ طاعن في السن.
*أعوذ بالله منكم

The post أعوذ بالله منكم.. بقلم صديق رمضان appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى