الخرطوم-الراي السوداني-تعتبر محمية الدندر أو حظيرة الدندر أحد أهم المحميات الطبيعية في السودان وإفريقيا وهي محمية طبيعية في ولاية سنار بالقرب من الحدود بين السودان وإثيوبيا، كما يقع جزء منها في ولايات القضارف والنيل الأزرق.
وتعتبر المحميّة التي افتتحت في عام 1935 بهدف حماية الحياة البرية وجذب السيّاح البريطانيين أيام الحكم الإنجليزي للبلاد (1899- 1956)، من أهم المحميات الطبيعية على مستوى أفريقيا وواحدة من أكبر محميات أفريقيا الطبيعية ذات التنوع الحيوي.
الدندر
وتعني كلمة الدندر الماء المنحدر، أو نهر الدندر الموسمي الجريان الذي يمتاز بانحداره الشديد وضحالة مجراه من الهضبة الإثيوبية، حيث منابع نهر النيل والأنهر الموسمية، حتى الأراضي السودانية عند المحمية، ويحيط بالمحمية نهر الرهد شرقاً، ونهر الدندر غرباً، إلى جانب أكثر من أربعين بركة تتجمع فيها مياه النهر عند الفيضان، وأثناء هطول الأمطار، ومنها برك قريريصة وعبد الغني والخليفة والدبكرة وعامر وميعة موسى ومبروك وسمبريو وبيت الوحش والسمعاية.
أهمية كبيرة لمحمية الدندر للسودان والمحيط الإقليمي
وتعتبر محمية الدندر من المحميات الطبيعية التي يتنوع فيها المناخ والغطاء النباتي والحياة البرية،
وتضم محمية الدندر تضم أكثر من 40 نوعًا من الحيوانات و260 نوعًا من الطيور على مساحة تتجاوز 10 آلاف كيلومتر وأشارت دراسة نشرت في العام 2003 أن الدندر تحتوي على فصائل نادرة من الحيوانات كالأسد (Panthera leo) والفيل (Loxodonta africana)، وجدير بالذكر أنها تعتبر الموطن الوحيد لهذه الأنواع، الأمر الذي يحتم الحفاظ على المحمية لما تحمله من أهمية إقليمية وعالمية.
كما تم تسجيل 983 نوعًا من الطيور في محمية الدندر، و,تمثل هذه النسبة حوالي (10)% من طيور العالم، ويعتبر (218) نوعًا منها من الطيور المهاجرة والتي يتواجد معظمها في المحمية، وتمثل الطيور المهاجرة (23)% من إجمالي الطيور في السودان.
محمية الدندر تواجه تهديدات بالزوال في ظل الحرب في السودان
وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الدندر في ولاية سنار وتشريد أهلها والاستيلاء على ممتلكاتهم ونهبها،تخوف مراقبون من تأثر الحياة البرية في محمية الدندر من هجمات قوات الدعم السريع التي تتعمد تدمير الإرث الثقافي للسودانيين.
حيث قامت قوات الدعم السريع في وقت سابق باستهداف حدائق الحياة البرية في السودان وقتل الحيوانات الوحشية بينما قامت بذبح الغزلان،بجانب استهداف المتاحف والمزارات السياحية.
فيما أشارت مصادر إلى صد قوات حماية الحياة البرية في محمية الدندر لهجمات لقوات الدعم السريع على المحمية.
واشار خبراء إلى احتمال هروب الحيوانات البرية إلى محمية “ألاتاش” الإثيوبية، التي تقع بالقرب من محمية الدندر في حال تأثر المحمية بالعمليات العسكرية أو الهجوم عليها.