محمد حامد جمعة نوار
البرهان الشواء والنبيذ
1
سألني أحدهم هل تعتقد أن المشكلة في (البرهان) ! وأن إنصرافه أو صرفه سيحدث فارقا ؟ قلت أنا من تيار النظر في مثل هذه الأوضاع إلى الكليات وليس الأشخاص ! المؤسسات لا الأفراد . ولهذا حينما أشير إلى بعض الملاحظات ومظان القصور في الأداء العام فالغرض تحري المسؤولية الجماعية العامة أولا .خاصة في المؤسسة العسكرية والتي رغم حاكمية التراتبية وصرامة التسلسل والسلسلة ومركزية القرار عند الأقدم لكن هذا القرار نفسه في السلم أو الحرب نتاج تفكير جمعي وتجمع فروع معلومات ووقائع ورصد وإستشارات . ومهما كانت شخصية القائد قوة أو ضعفا فهو في آخر الأمر يتخذ قرار وان بصفة شخصية لكن في إطار باسم الجميع وعنهم !
2
ما يجري بشأن القرار الفني _كما يقول نقاد الرياضة_ في هذه الحرب . وكيفما كانت تفاصيله وتقديرات الموقف فيه يبقى مسؤولية الجميع بالمؤسسة العسكرية . إن كان سليما فهو منهم وإن كان خطأ فهو من عند ذات المركز الجماعي والبرهان في ذلك يتحمل فقط مسؤولية أنه الشخص القادر على إجراء التعديلات التي تستدرك مظان الإخفاق أو تدعيم مواقع الإحسان . وحتى هذا أظنه بقدر ! والغريب هنا . ولسبب ما غير معلوم أن الرجل يتقبل إنابة عن الآخرين اللعنات والتشنيعات وهو سلوك ظل البرهان يلازمه دون أن يعرف احد لماذا يفعل ذلك ! رغم أن العرف والسوابق تقول إن في هذه الحالة عادة ينجو الكبار بتقديم كباش الفداء .
3
كثير من القيادات العسكرية والسياسية والإعلامية بنت أمجادها على روافع الأخرين . بعض الضباط من أصحاب الصيت في التاريخ العسكري نجحوا لأنهم إستفادوا من كفاءة المساعدين وبسالة المعاصرين . وكذا بعض الساسة وحتى الإعلاميين البعض تنجم لانه في موقع ما وفي لحظة ما أضاف إليه الحظ أكثر من كونه أضاف هو بعلم أو موهبة للصحافة أو الإعلام !
4
في الظرف الماثل الان أعتقد أن الجميع متساوون في كل شئ .وتحديدا حالة عقم عام لا يولد مبادرة أو يقدم تفكير خارج الصندوق . أو يقدم رجالا بالجملة . حالة إعطاب عام في كل الأصعدة ولذا وكيفما كان تقييمك البرهان فهو مجرد (ترس) في ماكينة كبيرة افسدتها الزيوت المختلطة والعمرات . واجتهادات الهواة والمقلدين ! و طالما أن العطب في الدولة كلها . في المرحلة . في الحقبة . فينا كلنا . انا؛ انت هم نحن . كله على بعضه . فالبرهان سيكون فقط مشروع ضحية . لطقس مهرجان يبحث فيه الجميع عن جمر وشواء ونبيذ .
5
انا على الصعيد الشخصي ارغب في إنصراف البرهان ؛ لكني أملك الشجاعة للقول ليس الان . لأنني ببساطة ارغب في أن ينصرف وفق رؤية أوضح وضمن نسق متماسك . انا لا ارغب في إنصراف طقسي ! لا ارغب في مهرجان الشواء والنبيذ . يكفي ما حدث بعد حفل (البشير) !