اخبار السودان

محمد حامد جمعة نوار :النصر للسودان

اخبار السودان-الراي السوداني

محمد حامد جمعة نوار :

في طريق ياي اول التسعينيات وعند جبل بنقو ذات يوم عصيب قبر الرجال المقدم (سيف) كان وجهه يأثم الأرض الطينية يقبل ربما باخر نفس تراب سقاه بنفسه . وفي ذات المكان كان الملازم هشام عبد القادر يمسح السماء بنظرة أخيرة . قبل أن يغمض عينيه على ملمح جندي السرية الطبية الذي كان يضع الضمادات . ومثلهما عبر يومها عشرات بين شهيد وكليم .؛غطى الحزن العابر بإلتقاطات الهمس عمن قضى وجرح لحظات الغابة ثم نهض بقية الرجال حتى عبروا إلى لانيا وكامل محطاتهم .
2
ومثل اولئك كان ادم شين وترايو وعلي عبد الفتاح في الميل أربعين . بحساب الفقد والخسارة خسرنا رجال بوزن قراب الأرض عطايا . لكن من بقى كتب من بين تحدر الدمع والنجيع إشارة النصر المفارق لتفاصيل التأخر والتقدم ومثل اولئك في العهد الجديد كان محمد الفضل و(لقمان) وعثمان مكاوي والصادق الطيب . هم في كل المراحل يهبطون من تل القلق إلى وادي السكينة ولذلك أقول دوما في مثل هذه الظروف . العبرة بالقناعات . انت كنت على ثقة انك في المكان الصحيح ظرف زمان أو مكان فلا تركن الا لكبسولة زمان العارفين التي حتما ستضعك في نقطة اليقين بالنصر وان توشم بالدموع والدماء وطول الليل ونباح الذين يظنون أن النصر سلعة تنال بالأماني وما علموا أنه إمتحان عصيب وعالي التكاليف.
3
هذا الجيش أثق فيه ثقة تنزع جبل مرة عن الأرض ولا تنزعه عني ؛ نعتب عليه عتاب محب . ونهواه بكل حروفنا وفي كل ظروفنا . يتثاقل نعم . يخطئ ربما . يتأخر وارد لكنه في اخر الأمن سيصدقنا . لانه تكملة شخوصنا وكل دمنا وغالب نبضنا وهو منا ونحن فيه فإن كنا نظن أنه سيهزم فنحن نهزم أنفسنا .وإذا فني فنحن تكملة (نمره) وخالص جنده الأوفياء الصناديد .هذا جيش للشعب ومنه . فهل يتوقع أحد أن يخسر الشعب . لا لن يخسر .
4
ولهذا سنظل نرجو منه أصدق ما عرفنا فيه وأطيب ما حفظنا . نسد ثغراته بالبيان والسنان ونعينه بالحق ولا تخرسنا عن ذاك السن وأقلام حتى يبلغ هذا الأمر تمامه وإن ظن البعض أن الحلقوم البالغ الحنجرة سيحدد لنا مراقب النصر أو مراقد الشهادة والله أكبر والنصر والعزة للسودان . لا لقبيلة أو شخص أو حزب

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى