متابعات -الراي السوداني – كتب الزبير نايل: البزعي وأمواج البحر
****************
لا أعتقد أن الأستاذ / إبراهيم البزعي مدير التلفزيون هو الشخص المناسب الذي يمكن وصمه بالجهوية ..فقد عرف عنه أنه من أبرز إعلامي السودان الذين يتوفرون على معرفة عميقة وراكزة بتراث ولهجات وموروثات قبائل ومناطق السودان المختلفة، كما يشهد له الجميع سعيه المتصل وتكريس جهده لسبر أغوار ذلك التنوع وتقديمه عبر برامج مختلفة تشد أطراف الوطن لبعضها البعض …
تثار الآن في مواقع التواصل الاجتماعي قضية على خلفية نقاش دار بين البزعي وإحدى الزميلات المذيعات بشأن الزي “القومي” بالتلفزيون وكان يجب أن ينتهي الأمر داخل المؤسسة ولا يخرج من أسوارها إلى الفضاء الواسع ليكون حديث هذه المواقع..أما وقد خرج فكان من المفترض أن يبقى نقاشا مهنيا دون الجنوح به إلى ساحات أخرى.. لكن للأسف..
من نافلة القول إن شاشة التلفزيون لها ضوابط مهنية صارمة بشأن ظهور المذيعين ومقدمي البرامج وأحيانا الضيوف من حيث اللغة والمظهر وحتى المكياج والإكسسوارات التي يجب التقيد بها لضمان اتساق الرسالة الإعلامية، غير أن هناك استثناءات للبرامج المتخصصة مثل (برامج التراث والفنون) التي تتطلب ظهورا مغايرا لإيصال رسالة إعلامية محددة..
ما يثار الآن خرج بهذا النقاش إلى دائرة ربما تتخلق منها فتنة وتصب مزيدا من الزيت على نار البلاد المشتعلة.. هوياتنا وأزياؤنا واختلاف ألسنتنا وسحناتنا تنوع وثراء جميل لا جدال في ذلك لكن في بعض المؤسسات نحتاج هوية مشتركة.. الأمر يتطلب حكمة وروية وذلك بتبيان المشكلة ووضعها في حجمها الطبيعي دون المزايدة بها أو التزيد فيها لتتم معالجتها وقطع الطريق على الذين يفكرون في مساحات ضيقة ويريدون خرقا إضافيا لنسيج مجتمع تنهشه الصراعات وزرع بذور الكراهية في تشققات تنتجها مثل هذه القضايا …
يبدو وراء الأكمة ما وراءها
كفى الله السودان شر الفتن