اخبار السودانمقالات

الجزيرة ..الموت قهرًا !!

ولاية الجزيرة . الراي السوداني

ك️تب : غاندي ابراهيم

 

حينما وصل جرحي قرية ود النورة إلى مستشفي المناقل،كان الموقف عظيما ورهيبا، الكل مصدوم ومكلوم دماء تسيل،منظر الاصابات لا يكاد يجعلك تنظر الى المصاب، ذهول وهول كيوم القيامة، لا تعرف هل تعزي ام تواسي المصاب؟

فبعض المرافقين تجده دفن شقيقه او ابنه، واتى يحمل اخر مصابا، فمجزرة ود النورة، لم تكن بفعل بشر، وانما بفعل اوباش لا علاقة لهم بالإنسانية ولا بالبشر،  الاتهام الوحيد لاهل ود النورة انهم جلابة وفلول.

 

حاولت ان اتحدث لاحد المرافقين فقال لي، نحن يا استاذ برغم اننا فقدنا كل شئ اولادنا وممتلكاتنا، لا ندري الان الي اين نتجه، فاذا رجعنا للقرية سنجدهم ينتظروننا، واذا تركنا قريتنا  لا ندري متى سنعود اليها؟ فما ذنبنا ولماذا يحدث لنا هذا، والى متى يتفرج الجيش علينا، ثم نزلت دموعه وبللت لحيته؟

 

آخرون ذكروا لي  ان الجنجويد ليسوا بارجل منا ولا اقوى منا، ولكنهم يحملون اسلحة ثقيلة ويصوبونها تجاه الكل بدون رحمة ومن بعيد.

 

منظر ان يقتل اخوك او ابوك او ابنك امامك وانت عاجز عن الدفاع عنه، يجعلك تموت قهرا، ومنظر ان يأتي جنجويدي من النيجر ومالي لا يعرف حتى مخاطبتك ويقتلك وينهبك ويهينك، منظر لن يتحمله احد.

 

حتى ابناء الجزيرة بالخارج، اصبحوا يعيشون اوضاعا نفسية سيئة، فهم قلقون على اهلهم، وانقطاع الشبكة وعدم وجودها داخل الجزيرة لمواصلة الاهل هو عذاب اخر يعيشه هؤلاء، فلماذا كتب على اهل الجزيرة هذا؟

 

اهلنا بالجزيرة الان يدفعون ثمن اشياء لا يعلمون عنها شيئا، فإلى متيدى تتفرج محاور القتال بالفاو وسنار والمناقل على ما يحدث لقرى الجزيرة من قتل ونهب وتشريد؟

لماذا ولماذا ولماذا، اسئلة كتيرة في الخاطر ولكن من يجيب؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى