قوش يتحدث عن كواليس هيئة العمليات .. ماذا هناك
المهندس صلاح محمد عبدالله قوش يكتب…..
الى عضويه جهاز المخابرات العامة وأفراد هيئه العمليات
( هيئة مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة ضد الدولة )
رجعت الي اوراقي القديمة علي أطلال مدينتي القديمة والتي كانت انوار عهد مضى ، اتصل بيني وبينها ود قديم ،ومن طبيعة القلب العاشق في حنينه بان يجعل كل شئ يتصل به كانّه ذو قلب مثله له حنين ونجوى .
تحمل هذه الأوراق نفساً وطبيعة ، كنا نتقدم هؤلاء الشباب
كنا وكنت فيهم ومعهم اكبر من الأرض وأوسع من السماء .
كان عهدا من أخص خصائصه ان تعمل فيكون العمل في نفسه عملا وفي نفسك لحن وابداع .
كانت قصة (العمليات ) التي أصبحت قصة يسبح في جوفها قدزٌ يأتي بعد حين ، فيضاف الي أسطرها ما يبرهن ويترجم فلسفتها ومعناها ، .
اؤلئك كأنو أبطال معركة ،كأنهم من حركة الدم الحر الفاتح المتوارث فيهم من أجيال بعيدة في هذه المؤسسة العريقة (أمن يا جن ) ينحدر من جيل الي جيل وفيهم تلك القطرات الثائرة التي كانت تغلي وتفور وهي كعهدها لا تزال تفور .
فهم لم يكن يعشقون غير القوة يزينون صفات الرجولة علي الرجل ، ويشربوها فلا أحسبه شربا يجد لهم في قلوبهم كنشوة الخمر ، فلا يعرفون الضرب باللا ضرب .
علمونا ليصيروا في الشرف والأمانة والعفة ولا يرون للحياة قيمة إذا كان فيها معني العار ، ويقدمون رؤوسهم للقطع حتي لا تنّكَّس رؤوسهم للذل .
هم كالمعني الذي يصلِّح معني آخر ، فإذا قاموا قام فيهم الحق لا الإنسان فحسب ،فهم يقومون بلا خوف ، ولا شأن للحياة والموت فيكونون الذات مع الذات فيخشع الضعف مع القوة ، وترجو الحياة لنفسها وتخشي علي نفسها .
شباب العمليات القتال عندهم شيئا تعلموا أن تصنعه طبيعتهم كما تصنع أجسادهم الحياة ، لا يبالون هلكوا أم عاشوا ، إذا هم في الدم كالقلب ،لا تنالهم أيدي أصحابهم أو أيادي غيرهم ،لم يتعلقوا بمال ولا جاه ،ولا ترف ولا نعيم ،وكان تجردهم من اوهام القوة قوة لا تقهر ،ولا تُغلْب ، وانتزعوا الخوف من قلوبهم فغمرتهم الروح السماوية التي لا تقهر وتخيف ولا تخاف وكانوا بهذه الروح يحوّلون طبائع الروح كأنهم يحوِّلون طبائع النفس ويبدلونها .
اؤلئك أيها السادة يستحضرون قيمة الوطن فيبدو أمامهم العدو كالهرة.
ينظرون الي الآخرة فتجد أبصارهم الي غير المنظور للناس ، فلا دنيا ولا بقاء بل هو شئ في صورة لا شئ.
وكانوا كما عهدناهم مع إخوتهم في القوات المسلحة كمثل النسّاج وعامله ،فهذا ينسج الثوب وعامله يلتقط زوائده ،وكمثل الشاعر والعروضيّ، هذا ينظم الشعر وهذا يعرضه علي تفاعيله وموازينه ، فهو النظم والنسق والإنسجام واستقامة الغرض وتطبيق المفصّل . فهم جسم واحد لا تتغير صورته ،وصورة المعركة واحدة لا يشِذُ نسيجها خروج أو دخول من هذه كنت ام تلك .
هؤلاء الشباب إذا سلّوا بنادقهم سلّوها بقانون ،وإذا أخمدوها ،أخمدوها بقانون . ومن وراء أسلحتهم أخلاقهم وبذلك تكون أسلحتهم ذات أخلاق .
وهاهي قد ظهرت الحقيقة حينما دعي الداعي .
وأبت الحقيقة إلا أن تعلن عن نفسها وبرهانها القاطع حينما خاب رواتها .وصعد داعيي الزيف والضلال من كبير الفتنة وأعوانه والذين كانوا يتبتلون في انفسهم بانهم من يصنع القوانين لا ممن يخضع لها ،وكانوا يختالون علي الناس أنهم من سلالة الأمراء والملوك
وكأنهم ولدو وفي دمهم شعاع السيف وبريق التاج ،وعزّ القهر والغلبة ، ولكن الحياة غالبة ومتغلبة ،،فأفضت بهم حياة الطبيعة الغلابة وتراجعت فيهم ملكات الملوك إلي خُدّام الملوك ،فانكبوا من فتوحات الأرض الي سماسرة الأرض ، ومن تشييد الأمارات الي دمار العمارات ،ومن ادارة معارك الأبطال الي ادارة معارك المال ،وكأنهم قد سُخِّروا لعمل الشيطان ، وكان للشيطان عمل خاص في خدمتهم ، وقد البسهم أفكار وأراء وأخيِّلة ملأت أدمغتهم وأعصابهم ليصنعوا في أخيلتهم دنيا جديدة مريضة ملتهبة ،لا يكفيها ما يكفي الناس ،فما تزال تسأل الشيطان بين الحين والحين حتي ذاد السؤال عن طاقة أبليس ، فضاقت بهم الحياة وظفرت بهم مظهر الذي يحاول ان ينتحر وأصبح شأنهم مع أنفسهم كالذي يكون في نفق تحت الأرض ويريد فضاءا يطير فيه ،،
ما سمعنا منهم إلا التخليط في الألفاظ ، فلا دقة في التأليف ولا عمق في الفكرة ولا سياسة في جمع النقائض ،وكانت فلسفتهم من حماقتها تصنع البلاهة والعبث والمجانة لا غير . فجعلوا نصف ذكائهم غباءاً ونصفه الآخر عمالة ،وكأنو بمرواغتهم بثلاث عقول ،عقل خارخ الحدود وراء البحار ،وعقل ثاني كما لا أب له وعقل ثالث خارج من الحالين .
نقول لهؤلاءبأن الحق هو استحقاق لا دعوي لذا فإن وسيلته الطبيعية هي الانتزاع وكل العقلاء يعلمون أن موضوع الاعتدال بين غضب الحق وبين استرداده موضوع لا مكان له في الطبيعة ،،
اؤلئك يريدون منا أن يكون الحق الناقص في نفسه أن يكون حقا تاما في انفسنا ،قل لي بربك ماذا دهاك أن يعيش رجل تغتصب زوجته وبناته أمام عينيه ،وتسلب أمواله
وأملاكه عنوة ثم تدعوني للصفح عنالمجرم وتحظر علي الدفاع والمواجهة وما علموا أن السودانيين يخشون العار أكثر من الموت ، وفي هذا يخذِّلونا عن معركتنا التاريخية لعرضنا
وكرامتنا وما علموا أن القطرات الحية في دماء هذا الشعب قد ثارت تعلن أنها لن ترضي إلا بالعزة والكرامة ،وما فتئوا يعرضون ما يشبه السخرية من الحلول التي تسخر بأسبابها وأسبابها تسخر من نتيجتها.
أقول لاؤلئك لستم أحراراً أن تجعلوا غيركم غير حر ، فإن يكن الرأي الذي يخالفكم رأياً حقا وتركتم منابذته فقد نصرتم الحق ،وان يكن باطلا فإظهاره باطل هو برهان الحق الذي انتم عليه ،ولن تجرِّدوا أحدا من اختيار الرأي إلا إذا تجردتم انتم من اختيار العدل ، فإن فعلتم فهذه كبرياء باطلة ظالمة تدعي أنها الحق ثم تدعي لنفسها الحكمة فقد كذبت مرتين ،،ثم يريدون الكل ليزعن لهزيانهم ،هكذا قالو لنا وهم يقصون علينا سيرة يوسف عليه السلام ،ا(إن الذئب الذي أكل يوسف كان إسمه البرهان ،فرد عليهم وكيل عريف الخدمة التي تحرس البرهان ،،،[أن يوسف لم بأكله الذئب ] فقالوا ان هذا هو الذئب الذي لم يأكل سيدنا يوسف .لعمرك من غير هولاء الشباب مع اخوانهم في القوات النظامية الاخري من يصنع القوة مكان الضعف ،من غير هؤلا مع رصفائهم في القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري من يجعل فرار هذا الشعب الأول —-إننا اردنا——
فالمعركة مع هؤلاء معركة نفسية ،إذا لم يُقتل فيها الوهم فُتِل فيها الواجب
هؤلاءالشباب آمنوا بحكمة العرب و(أطلبالموت توهب لك الحياة) ً
لان النفس التي لا تخشي الموت فإن اول غرائرها هي الإقدام ، والإقدام يجعل كلها نصر .
قوة وراءها قلبٌ مشتعل كالبركان تتحول فيه كل قطرة دم الي شرار دم ،
لله دركم أيها الشباب ايما عزيمة لديكم كانّها تحمل تحمل اهاويل نبي مظلوم ان لم يكن كتابا كان رسولا للقوة حين أصبحت الرسالة قوة لا فلسفة ،فكان فعلهم مصحح لعقيدتنا في القضاء والقدر ،،فكان القضاء ان تقّدِم بلا خوف ،وكان القدر ان ان تثق بلا خوف .
فالنمجِّد هؤلاء الأبطال الذين وثقوا لغة القوة في مداها .
فقد زادو في حياتنا العمق والسعة التي لا تحدّ وزادو من معني إحيائنا معني جديد في معاني الموت والحياة ،ومعني لموكب الشهداء والجرحى وتوجّوا ذلك بكبرياءهذا الشعب العظيم الذي سخّر لهم كل ما يؤهلهم للقوة بقوته فصاح مجده الخالد في اعماق التاريخ ..
اؤلئك وضعو الحياة في أساس الحياة الكريمة ويلقي الشعب تباشير النصر بقلوب روح المعركة ،وأجساد عرفت مس النار فيرون الموت في سبيل الوطن فتسطع نظراته ببريق الكبرياء ولمعة العزيمة وشعاع الإيمان ويتألق فيها النور الذي يجعل المقاتلين في كل ساحاتهم كواكب نور وصلاة لكل العابدين ….
صلاح قوش ..