قال عناصر من قوات الشرطة، في ولايات جنوب وغرب وشرق ووسط دارفور، إن الشرطة توقفت عن صرف رواتبهم منذ اندلاع الحرب، مما فاقم أوضاع أسرهم الحياتية والمعيشية.
وسيطرت قوات الدعم السريع على ولايات وسط وشرق وغرب وجنوب دارفور ابتدءًا من أكتوبر المنصرم، بعد أشهر من النزاع العنيف الذي اندلع في 15 أبريل 2024.
وكشف عدد من أفراد الشرطة السودانية بولايات دارفور التى سقطت على يد الدعم السريع، لـ “دارفور 24″، عن تفاقم الأوضاع المعيشية لأسرهم لحرمانهم من رواتبهم منذ أبريل من العام الماضي.
وأشاروا إلى أن الشرطة دعتهم للذهاب إلى الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش، بغرض الحصر وانتظار وصول الراتب وصرفه، فى وقت لا يمتلك معظمهم تكاليف تذاكر السفر أو توفير لقمة العيش لأسرته.
وقال أحد أفراد الشرطة بمدينة زالنجى بوسط دارفور، لـ “دارفور 24″، إنهم وبعد علمهم بصرف الرواتب “أتوا للاستفسار عن مرتباتهم وأفادوهم بأن التوجيهات بالذهاب إلى الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور قبل سقوطها للحصر هناك أو الفاشر عاصمة شمال دارفور من أجل الحصول على مرتباتهم”.
وشدد على أنه لا يملك ما يمكنه من السفر الى أقرب محلية ناهيك عن السفر الى نيالا ومنها إلى الضعين أو الفاشر، كما أنه اضطر للعمل سائق درداقة لتوفير قوت أبنائه؛ وهي عربة صغيرة تدفع بالأيدي تنقل الأغراض الصغيرة الحجم.
وأوضح الشرطي بأن بعض زملاءه استطاعوا السفر، حيث باع بعضهم هاتفه الشخصي والبعض الآخر استادن، وقاموا بالحصر لكنهم إلى اليوم كثيرًا منهم لم يتمكن من الحصول على راتبه.
وفى نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، قال أحد أفراد الشرطة يحمل رتبة الرقيب أول لـ “دارفور 24″، إنهم ومنذ اندلاع الحرب لم يدخلوا مع أى أحد من الأطراف المتحاربة ونزحوا من المدينة مثلهم ومثل عامة السكان لحماية أسرهم من القذائف.
وأشار إلى أنه، عندما سقطت نيالا وهروب كبار قيادات الشرطة، تمت دعوهم للسفر إلى الضعين للحصر.
وأضاف: “ساعدوني أقاربي، وذهبت مع مجموعة من الزملاء إلى الضعين وقامنا بالحصر، في انتظار تحويل الرواتب التى لم تصل حتى سقطت الضعين”.
وأفاد بأنه بعد سيطرة الدعم السريع على الضعين، تواصل مع زملاءه بالمدينة الذين أفادوه بأن “من يريد صرفه راتبه إذا حصر أو لم يحصر عليه الذهاب إلى النهود بغرب كردفان أو الفاشر لإكمال الإجراءات”.
وتساءل: “لماذا كل هذه الإهانة من قيادة هيئة الشرطة السودانية لأفرادها وإذا كان أسرهم يعانون مثلما نعانى نحن لما إتخذوا هذه الخطوة والإجراءات المعقدة لكننا نقول إن الأرزاق بيد الله”.
وذكر شرطى آخر لـ “دارفور 24″، إنهم “ذهبوا إلى الفاشر وقاموا بالحصر ولم يواجهوا أى صعوبات لكن مرتباتهم لم تصل”.
وأضاف: “بعض عناصر الشرطة وجدوا مضايقات منسوبي الحركات المسلحة في مدخل الفاشر بدءا بالتحرى والسؤال عن القبيلة. وعندما سألونى قلت لهم أنا شرطى وأتيت لصرف مرتبي فقال لى أحدهم أنتم أسقطتم نيالا وجاين تسقطوا الفاشر كمان”.
وطالب عدد من أفراد الشرطة بدارفور وزارة الداخلية بالتراجع عن هذه الخطوة وعدم وضعهم فى خانة التصنيف، التى فاقمت الأزمة في البلاد وضرورة معالجة أمر الأوضاع المأساوية التي وصلت إليها أسرهم.