قوى الحرية والتغير
تكمل حرب أبريل الكارثية شهرها العاشر وتخرج من رحمها في كل يوم إنتهاك أفظع من سابقه وكلما حسب الناس انهم بلغوا سدرة منتهي الفظائع والتجاوزات والانتهاكات أطلت عليهم الحرب اللعينة في كل شهر واسبوع ويوم جديد بما لا يخطر على عقل بشر وما لم تراه أعين السودانيين والسودانيات من قبل.
تابعنا يوم أمس فيديو يظهر فيه منسوبين للقوات المسلحة يحملون رؤوس اثنين من القتلى بعد فصلهما عن جسديهما وهذا جرم إذا تم قتل صاحبيهما نحرا وذبحا وجرم أبشع إذا ما تم قطع الرؤوس بعد القتل وسيكون الجرم مضاعفاً إذا ما كان تجاه مدنيين غير منخرطين في الحرب.
ما تم بثه من فيديو صادم ومروع وسلوك إرهابي متسق مع ممارسات حزب المؤتمر الوطني المحلول صاحب الجرائم والسحل الإرهابي الطويل وحلفاؤه من المجموعات المتطرفة كالقاعدة وداعش وغيرها التي تختلف اسماً وتتفق سلوكاً.
هذا جرم مدان ومستهجن ومرفوض وغير مبرر ويستوجب الإدانة والعقاب ومحاكمة كل المشاركين فيه كمجرمين حرب والاعتذار عنه وعدم تكراره، اما غض الطرف عنه أو تبريره فسيجعل كل القادة المباشرين والمسؤولين مشاركين في هذا الجرم بتهمة التقصير وعدم اتخاذ أي إجراءات تجاه مرتكبي هذا الجرم.
تؤكد هذه الجريمة البشعة الحاجة الملحة لإنهاء هذه الحرب الآن وفوراً للحيلولة دون انجرافها لحرب أهلية وتطويرها باستقطاب مقاتلين أصحاب نزاعات إرهابية لتطبيق ذات أساليبهم الإجرامية في نحر الناس وجز أعناقهم كما حدث في سوريا وليبيا وعدد من الدول التي عانت من الإضطرابات وتضرر منها الجوار الإقليمي والمجتمع الدولي.
نحث السودانيين والسودانيات لعدم تداول هذا المقطع وتسجيل صوت إدانة ضد مرتكبيها ومطالبة مواقع لتواصل الاجتماعي بحذفه وحفظ بيانات الصفحات التي قامت بنشره توطئة لتقديمهم للعدالة التي ستطال المشاركين في هذا الجرم في يوم نراه قريباً ويحسبونه بعيداً لينالوا الجزاء العادل ضد هذا الجرم غير المسبوق.
حان الأوان لوقف هذه الحرب غير المبررة وباتت وقائعها تؤكد أنه لا خيار سوى بإصلاح وإعادة بناء القوات النظامية بشكل قومي مهني احترافي خاضعة للسلطة الدستورية المدنية ملتزمة بالدستور والقانون، ستنتهي هذه الحرب وستصبح كل الأحلام والأمال والتطلعات ممكنة غير مستحيلة في دولة الحرية والسلام والعدالة في دولة مدنية ديمقراطية موحدة.
المكتب التنفيذي
الجمعة ١٦ فبراير ٢٠٢٤م