اخبار السودان

الناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية شمال : لن يكون هناك قبول للمليشيا بعد تلك الجرائم

الناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية شمال سعد محمد عبدالله
خاص صحيفة براون لاند
حدثنا عن موقفكم تجاه الإنقسامات السياسية وما يجري في السودان؟

تُحدثنا عن الخارطة السياسية السودانية عن نفسها بنفسها فتجاوب علي سؤال أسباب ودوافع الإنقسامات ويتكشف ذلك عندما ننظر للإجتماعات المتكررة والتصريحات المتناقضة للقوى السياسية من مختلف العواصم، وعلي الرغم من تشابه الأهداف السياسية في الكثير من جوانب الوثائق المطروحة إلا أنهم يختلفون في وسائل تحقيقها، لكن دعنا نقول أننا قدمنا الكثير من المقترحات والمبادرات السياسية التي ما تزال صالحة للحوار السودانوي، وكنا نأمل تقريب وجهات النظر لتجنب الإنزلاق نحو هذه الحرب لطالما عشناها في الريف السوداني الواسع وخبرنا فيها حقًا ويلات الحروب، ولكن للأسف بعض المجموعات السياسية لم تفكر فيما قد يحدث للسودان من وراء تصلبها خلف مواقفها الإنتهازية البالية وإستقوائها بمليشيا مسلحة ذات صلة وثيقة بجهات خارجية تدفعها دفعًا للسطو علي السلطة فكانت كارثة لن يغفرها لهم التاريخ علي الإطلاق.

أنتم ماذا فعلتم في هذا المشهد؟

أما نحن فوجهتنا كانت نحو المستقبل الذي ينبلج فجره الآن من وحدة شعبنا الصنديد وصلابة قواه السياسية الحية، ونخوض اليوم مع القوات المسلحة حرب شعواء تمولها وتديرها حكومات وهيئات إقليمية ودولية تقف مع مليشيا الدعم السريع وحلفائها بغية تنفيذ المخططات الإستعمارية عبر ضرب الوحدة الوطنية وتفكيك مؤسسات الدولة وإستلاب القرار السيادي ونهب الموارد السودانية، ولكن لن نسمح بحدوث ذلك مهما حصل.

ما هو مستقبل إتفاقية جوبا لسلام السودان مع التحولات الأخيرة لمواقف بعض الموقعين عليها؟

تستمد إتفاقية جوبا لسلام السودان قوة صمودها أمام المتغيرات السياسية من نصوصها الرصينة التي خاطبت قضايا وتطلعات طيف واسع من المجتمعات المهمشة والمطهدة في الريف والمدن المريفة؛ فهي تمثّل بوابة مفتوحة للعبور إلي دولة الإستقرار والمواطنة المتساوية والتنمية العادلة وإقامة المؤتمر القومي الدستوري الذي يرسم الخارطة الوطنية المستقبلية لإعادة بناء كافة المؤسسات المدنية والعسكرية، فضلاً عن أنها تعتبر مشروع متكامل لإنشاء دولة قادرة علي تلبية حاجات شعبها، ويجب أن نتعامل مع هذه المسائل بعقلانية لإجتياز دوامة حرب طويلة ينبفي أن نطوي صفحاتها للأبد، وأن لا نعود إليها أبدًا طالما أن روح الإتفاقية ما زال حيًا والقضايا المضمنة فيها لم يمسسها أحد فيجب التمسك بها، ولا منطق يسند مواقف الذين إختاروا التخلي عن مهامهم في تنفيذ الإتفاقية والسير إلي جانب تلك المليشيا المتمردة، والأعجب من ذلك وقوفهم في مؤخرة تحالف سياسي شاخ في محاولات طحن الهواء وبيع الأوهام وسيكتشفون فشلهم وعدم موضوعية موقفهم قريبًا.

هل هنالك دول داعمة للقوات المسلحة؟

بالطبع هنالك العديد من الدول الصديقة تراقب عن كثب ما يجري الآن في بلادنا، وهناك دول تدعم العدوان علي السودان؛ بينما يقف الأصدقاء إلي جانب تحقيق السلام والإستقرار وإحترام سيادة دولتنا، وقد قدمت الدبلوماسية السودانية شرحًا مفصلاً حول خلفيات الصراعات الداخلية وموقف الدولة من الحرب الجارية حاليًا وطرائق إيقافها وتطبيق شعار ”الحلول السودانوية لمشكلات السودان“، وتأكيد ما جاء في خارطة الطريق الحكومية المعلنة، ومن جانب آخر نستطيع القول أن منصة دول عدم الإنحياز كانت الأوسع إنفتاحًا لشرح القضية السودانية للعالم؛ بينما لفتت الإنتباه لأهمية إتحاد الشعوب والحكومات لإيجاد نظامًا سياسيًا عالميًا متعدد الأقطاب ومراكز القرار ليكون أكثر حرصًا علي حفظ السلم والأمن الدوليين، وهذه النظرة لا تخرج عن ضرورة إيضاح المؤثرات الأمنية والإقتصادية للحرب في السودان علي دول الجوار المباشر ومحيط القرن والساحل الافريقي مع إعتبار سريان حركة التجارة والمرور علي البحر الأحمر والحدود الممتدة ومستقبل الإستثمار والسياحة إذا إستمرت الحرب التي يشنها المتمردين والمستعمرين ضد دولة السودان.

كيف ترى مواقف منظمة الإيقاد وردة فعل حكومة السودان؟

تم إنشاء الهيئة الحكومة للتنمية (الإيقاد) بهدف محاربة الجفاف والتصهر والآفات في القرن الافريقي، وقد جرى تطويرها لاحقًا من أجل تحقيق السلام والإستقرار والتنمية في المنطقة، ولدينا تجربة في التعامل مع الإيقاد عندما يسرت التفاوض الذي حقق إتفاقية نيفاشا للسلام في العام 2005م بين الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق دي مبيور وحكومة السودان آنذاك، ولكن ما يثير الإستغراب رغم تجاوب حكومة السودان مع نداء السلام الذي أطلقته المنظمة إلا أنها لم تبدي جدية في المضي قدمًا بل لاحظنا تحاملها الواضح علي الحكومة السودانية والإنحياز الصريح لتلك المليشيا المتمردة من مواقف بعض الحكومات في المنظمة؛ فحيادها عن رسالتها ودورها جعلها تمثّل مهددًا للدولة مما جعل الحكومة تتخذ قرار تجميد العضوية وإيقاف تدخلها في الشأن السوداني، وأعتقد أن علي المنظمة تصحيح مسارها عبر تصويب سياساتها لتخدم المصالح الإستراتيجية لشعوب القرن الافريقي.

خلفت الحرب ملايين النازحيين واللاجئيين فكيف ترون قضاياهم؟

مؤسف جدًا أن نسمع قصص النازحيين واللاجئيين الذين تم تهجيرهم قسرًا من مدنهم وقرائهم بعد إستباحتها من قِبل مليشيا الدعم السريع فباتوا بين خيارين ”أما الموت أو التشرد وكلاهما قاسي“، وإستمع السيد كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية لجانب من هذه المأساة عندما زار اللاجئيين السودانيين الناجيين من الحرب بدولة تشاد، ويتسلل الإحباط إلي عمائق قلبي عندما أطالع التحديثات اليومية لإحصائيات الصحافة والمنظمات الإنسانية عن النزوح واللجؤ في المدن السودانية المستقرة ودول الجوار، وهذه من القضايا الأساسية التي يجب إيلائها الإهتمام من قيادة الحكومة والمنظمات رغم العقبات الأمنية التي تواجهها خاصة فيما يتعلق بمسارات إيصال الإغاثات لمن يستحقونها، وقد شاهدنا مؤخرًا حوادث نهب مخازن الإغاثة بود مدني وغيرها، وفي هذه السانحة نناشد كافة المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية أن تطلق حملة كبرى لتوفير لوازم الحياة الأولية وضمان الأمن الغذائي والدوائي بمراكز ومعسكرات إيواء النازحيين واللاجئيين.

حسب خبرتكم السياسية ومجريات الاحداث ما هو السيناريو المتوقع في السودان خلال العام الثاني للحرب وهي قد شارفت علي إكمال العام الأول؟

هنالك حركة سياسية ودبلوماسية للدولة وللتحالفات السياسية بمختلف مشاربها، ونلاحظ إجتماعات جرت وتجري في جوبا عاصمة جنوب السودان، وعلي الميدان العسكري نشاهد معارك ضارية تنبئ بتقدم القوات المسلحة والمقاومة الوطنية الناهضة للدفاع عن الوطن مع تراجع سيطرة الدعم السريع علي المواقع المدنية والعسكرية؛ إضافةً للمتغيرات في مواقف العالم حول التعاطي مع الأحداث السودانية الساخنة من إدانة المتمردين وحلفائهم إلي إرسال إشارات إيجابية بشأن التعاون مع السودان لإستعادة الإستقرار؛ فاذا وضعنا كل هذه المعطيات أمامنا سيكون المتوقع تحرير السودان تدريجيًا خلال العام القادم وتبيان ميقات الإنتصار النهائي.

ما هو مستقبل الدعم السريع السياسي والإجتماعي بعد الخراب الذي لحق بالسودان والسودانيين في ظنك هل سيأتي يوم و ينسى المواطن السوداني ما قامت به قوات الدعم السريع من فظائع؟

الخطأ الجسيم الذي حدث وقادم للحرب هو محاولة قوات الدعم السريع الدخول في لعبة سياسية بتحالفها مع التنظيمات التي تسوقها المطامع السلطوية للتفكير في الإنقضاض علي المؤسسة العسكرية، وحذرنا من خطورة تلك التحركات لكن لم نجد إستجابة حتى وقعت الواقعة، وبعد كل هذا الدمار والفوضى لا أرى أن مليشيا الدعم السريع حققت أيّ أهداف بل خسرت الشعب الذي شردته ونكلت به وستخسر حلفائها داخل وخارج البلاد ولن يكون لها قبول بعد هذه الجرائم الفظيعة التي لا تغتفر، وقريبًا سوف يتم القضاء علي التمرد نهائيًا للذهاب إلي دولة السلام والإزدهار.

هل يوجد تأثير إجتماعي علي بعض القبائل المشهورة بدعمها للدعم السربع! بمعنى هل سيكون هناك وصمة عار تلاحق هذه القبائل مستقبلاً؟

لا توجد قبائل بعينها داعمة للمتمردين بل هناك أفراد من تلك المجتمعات تخالطهم جماعات مرتزقة من مختلف الدول هم جزء مما يحدث، ولكن السواد الأعظم من تلك المجتمعات مشهورة بكرم وتسامح وأخلاق حميدة سوف تنتصر علي قوى الشر والظلام بوقوفها إلي جانب الدولة، ويجب دعوة زعماء وقادة المجتمعات إلي نبذ التفرقة والشتات والإنتباه جيدًا للمخاطر المحدقة بهذه البلاد، ونحن في أشد الحاجة لرتق النسيج الإجتماعي عبر عقد مؤتمرات للمصالحات الإجتماعية من أجل التعافي الوطني.

ما هي رؤية الحركة لمستقبل قواتها!
وما حجم القوات التي إندمجت في القوات المسلحة؟

لقد تم دمج عدد كبير من قوات الجيش الشعبي في المؤسسات العسكرية وفقا للترتيبات الأمنية، ورغم الظروف الأمنية والسياسية القاسية التي مرت بها الدولة إلا أن عملية الترتيبات الأمنية تمضي في الإتجاه الصحيح، وقيادة الجيش الشعبي أكدت في أخر إستعراض عسكري للجبهة الثانية باقليم النيل الأزرق بتاريخ 13 يناير – 2024م تمام الجاهزية للقيام بدورهم في الدفاع عن الوطن والمواطن كما هو معهود دومًا، وسنكون إلي جانب القوات المسلحة حتى إنتصار السودان علي تلك المؤامرة المحاكة ضده.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button