كتب مبارك أردول القيادي بالكتلة الديمقراطية منشورا تحت عنوان “الاتفاق الإطاري والذكرى المنسية”، حكى فيه تفاصيل محاولة التخلص منه بضغوط من المجلس المركزي للحرية والتغيير.
وقال أردول: في إحدى اجتماعات الكتلة الديموقراطية في الخرطوم، اذكر ان اجتماعا حاسما عقد ظهر يوم من أيام الخرطوم السياسية الساخنة في منزل الدكتور جبريل بالمنشية ترأس الاجتماع الناظر محمد الامين ترك نائب رئيس الكتلة الديموقراطية، كان مرناً وبتلقائيته المعروفة”.
وأضاف “كان الجند المطروح حينها وبعد ان اشتدّت الضغوطات الخارجية والداخلية والاتصالات والزيارات من قبل السفراء والمبعوثين الدوليين على تنظيمات محددة تحثهم للالتحاق بالاطاري (التنظيمات الستة)، وهي حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان والاتحادي الديموقراطي الأصل ولاحقاً أضيف اليهم المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة وكذلك الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة (بقيادة الأمين داوود) إضافة هناك في كتلة الحراك الدكتور التجاني السيسي. كان ذلك بعد أن اتفق المجلس المركزي مع (بعض) العسكريين على الأطراف السياسية في البلاد وقرروا ان يكون لديها حق المشاركة في رسم مستقبل البلاد السياسي.
وتابع “راينا انفسنا في التحالف الديموقراطي للعدالة الاجتماعية التنظيم الوحيد في الكتلة الديمقراطية غير المرغوب فيه وأننا اصبحنا نشكل عقبة لزملائنا و(فرملة) تعرقل التحاقهم بالعملية السياسية التي خططتها قحت والعسكريين وباركها مسهلي الاطاري وداعميهم في الرباعية.
وأضاف “كنت مشاركا في ذلك الاجتماع نيابة عن زملائي في التحالف برفقة الأستاذة عاليا أبونا ، قلت لهم حتى دون مشاورتها على هذا الموقف اننا لن نكون عقبة وسبب لمشكلة في البلد، لأننا علمنا (من تسريبات إعلامية) ان هنالك اجتماعا سيعقد في الخامسة مساء نفس اليوم بالقصر الجمهوري وسيكون اجتماعا حاسما للعملية السياسية وإن هنالك أطراف من الكتلة الديمقراطية ستلتحق بهذا الاجتماع.
وواصل أردول “كنت أعلم بأن هنالك تنسيقاً مع بعض زملائنا في الكتلة الديموقراطية مع منسوبي المجلس المركزي ، وأن هنالك اجتماعات تعقد في البيوت لذلك. بل ان هنالك ضغوطا مورست للتخلي عنا وعن الكتلة الديمقراطية إن لزم الأمر، قررت أن نطلق سراح الزملاء ونرفع عنهم اللوم، وكما قيل (البركة الجات منك يا جامع ) قلت لهم اذهبوا الي الاجتماع يا رفاق وشاركوا باسم الكتلة الديموقراطية واتركونا نحن طالما العسكريين اتفقوا مع قحت وقرروا التخلص منا ورأوا بأننا المشكلة، حسنا سنقبل بذلك، فاذهبوا الله يعدل طريقكم.
وتابع “قدمت هذا المقترح وقلت لهم والله العظيم لا ألوم فيكم احد بل أنا على قناعة من اننا سنلتقي في هذا السودان طالما نحن موجودين ونمارس فيها سياسية ، اشهد لكم أنكم كافحتم من اجل شمولية المشاركة السياسية لكل القوى السياسية وتمثيل كل المجتمعات ، على الأقل بالحد الذي يسمح بالتنوع السياسي الاثني في البلد.
واضاف “بعدها طوالى ردد احد الزملاء المتماهيين “حد قول الاستاذ بابكر من الاتحادي الأصل” وانا اعرفه كان متضايقا جدا منا بل يكاد يلعن اليوم الذي جعله يتحالف معنا ، قال: صحيح اتفق مع الرفيق اردول فيما قاله وذهب إليه وهو مقترح عملي فعلينا أن نذهب وسنضمن استصحاب رؤيتنا في الكتلة الديموقراطية في داخل الاطاري ، قاطعه الناظر ترك قال له ماذا تقول يا زول ! وردد تقول في شنو انت يا زول ؟ مستغربا . المهم في تلك اللحظة جمعت اوراقي وخرجت من الاجتماع وغادرت.
وقال أردول في سرده: واصلت بعض أعمالي في المدينة وكنت منتظراً وصول رفاقنا الى القصر لحضور اجتماع (أطراف الاتفاق الإطاري) كما كان يقال عنه، ولكن علمت لاحقا أن اجتماعا عقد بواسطة التنظيمات الست، وكانت نتيجته الآتي: اولا رفض دكتور تجاني سيسي الفكرة من أساسها وغادر وأعتقد ترك موقفه مكتوبا، اما الناظر محمد الامين ترك قال: اننا يجب أن نذهب جميعنا او نبقى جميعنا، وقال الدكتور جبريل بعد ان وبخ الزميل المتماهي ان الامر غير متعلق بمشاركة ناس اردول او بغيره وانما متعلق بقضية المواطنة في البلاد ومن له حق الاختيار للآخرين، ومن نصب نفسه في تحديد المشاركة السياسية في بلدنا ومن خوله بذلك ؟ اما القائد مناوي فقد قال انه امر غير قابل للمساومة، انفض اجتماع التنظيمات الست هكذا دون مشاركتنا نحن (المستبعدون بأمر هؤلاء)، وفشل اجتماع القصر الجمهوري وفشلت المجموعة الداخلية التي كانت تنسق مع أطراف الإطاري وتوعدهم بالالتحاق او بتفكيك الكتلة الديموقراطية واختيار بعض القوى السياسية وعزل اخرى .
وقال أردول إن دواعي كتابة هذه الكلمات هي لحفظ سجلات التاريخ وردا للحقوق عن احداث مهمة مرت بالعمل السياسي في البلاد فلابد من معرفة حيثياتها وحكيها ممن كانت بيدهم تلك المعلومات.