اخبار السودان

بورتسودان لغز عاصمة المستقبل فى السودان.. السفير أحمد حجاج يكشف سبب اختيار المدينة

تصاعد الحديث فى الأوساط الدولية عن انتقال الحكومة ومقر الحكم من العاصمة الخرطوم إلى بورتسودان، والتى انطلق منها مؤخرا رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان لعدد من دول المنطقة بداية من مصر.

التقارير لا تتوقف لمعرفة سر انتقال العاصمة السودانية إلى بورتسودان، والأسباب الحقيقية وراء نقل عدد من الدول بعثاتها الدبلوماسية وموظفيها إلى المدينة المطلة على البحر الأحمر والتى تشهد حالة من الاستقرار نظرا لبعدها عن مواقع الاشتباكات، كما أن الجيش السودانى يفرض سيطرته عليها بشكل كامل.

وأصبحت بورتسودان منطلق الرحلات الجوية من وإلى السودان، بالإضافة إلى استخدام مينائها باعتباره منفذا حيويا للبلاد فى ظل الاضطرابات الأمنية التى تشهدها العاصمة الخرطوم.

يقول السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، أن بورتسودان لم تصبح رسميا العاصمة السودانية، مؤكدا أن الجيش السودانى، لن يترك الخرطوم لقوات الدعم السريع، لافتا إلى أن الحكومة تحولت إلى مكان جديد يبتعد عن المعارك التى تدور بين الجيش وقوات الدعم.

وأوضح حجاج أن الخرطوم والمدن المحيطة بها تشهد معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما تسبب فى تعطل المطارات بالإضافة إلى فرار البعثات الدبلوماسية إلى مدينة بورتسودان التى تخضع بالكامل لسيطرة الجيش السودانى.

وشدد حجاج على أن وجود الجيش السودانى فى بورتسودان يسمح له بالتحكم فى أهم منفذ بحرى فى البلاد مطل على البحر الأحمر، ويضمن استمرار الحركة الجوية مع الدول الأخرى عبر المطارات هناك، بالإضافة إلى منع أى دعم عسكرى أو لوجستى خارجى لقوات الدعم عبر البحر أو الجو، مما يسهل على الجيش فرض حصار عليها.

وأشار أحمد حجاج إلى أن التغير الذى شهدته سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه قوات الدعم السريع بعد فرض عقوبات على شقيق حميدتى، وأيضًا التقارير التى تتهمها بارتكاب جرائم حرب فى البلاد هو تغير طفيف فى موقف واشنطن.

وطالب أحمد حجاج أمريكا بترجمة موقفها من قوات الدعم السريع على أرض الواقع من خلال رفع قضايا جنائية أمام المحكمة الجنائية الدولية، مرفق بها سجل جرائم هذه القوات بحق الشعب السودانى، وأيضًا تقديم دعم سياسى وعسكرى للحكومة والجيش السودانى للسيطرة على الموقف واستعادة استقرار البلاد.

وشدد حجاج على أن تهديدات حميدتى بإقامة حكومة مستقلة فى المناطق التى يسيطر عليها ليس إلا مجرد كلام لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع، موضحا أن الشعب السودانى يرفض وجود قوات الدعم ولن يسمح لها بتقسيم البلاد.

وأكد حجاج أن قوات الدعم لا تسيطر على مساحات شاسعة من العاصمة الخرطوم كما يزعم حميدتى، مشيرا إلى أن قواته بدأت تتراجع فى عدد من المناطق.

وفى السياق ذاته، قال محمد الجزار الباحث فى الشئون الأفريقية، إنه منذ زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى لمدينة بورتسودان، وتتجه الأنظار إلى احتمال قيامه بنقل العاصمة السودانية إلى مدينة بورتسودان بدلا من الخرطوم خاصة بعد استقراره بها واعتبارها مقرا لرحلاته الخارجية.

وأضاف محمد الجزار أن الدوافع والأسباب التى قد تجعل الفريق البرهان يقوم بنقل العاصمة السودانية إلى مدينة بورتسودان تتمثل فى كونها المدينة الأكثر هدوءا وأمنا فى السودان منذ اندلاع الصراع المسلح مع قوات الدعم السريع، حيث تبعد عن العاصمة الحالية الخرطوم بمسافة 675 كيلومترا.

وأضاف: القوات المسلحة السودانية تسيطر على مدينة بورتسودان بخلاف الخرطوم التى استطاعت ميلشيات الدعم السريع الموالية لحميدتى اختراقها والانتشار فى العديد من الأماكن بها.

وحول الأهمية الاستراتيجية لبورتسودان، أوضح الجزار أن المدينة بها أهم ميناء على البحر الأحمر ويخدم العديد من دول شرق ووسط أفريقيا كتشاد وجنوب السودان، كما أنه من خلال هذا الميناء يمكن أن يحصل البرهان على الدعم العسكرى من الدول الراغبة فى دعمه من خلال إرسال مساعدات عسكرية له إذا ما قررت ذلك.

واستطرد: بورتسودان تعد مركزا استراتيجيا كبيرا، إذ تضم العديد من المصارف الدولية، وشركات التصدير ومقرات سفن النقل البحرى وصوامع الغلال، كما تستقبل سفن الحاويات وناقلات النفط العملاقة ويوجد بها مصفاة للنفط وميناء بشاير لتصدير النفط، ونظرا لتواجد كل هذه المؤسسات فإنها تصبح مؤهلة لتكون مقرا جديدا للحكم فى السودان.

وذكر الباحث فى الشئون الأفريقية أن العقوبات الأمريكية التى فرضت مؤخرا على عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع والمتمثلة فى تجميد أية أصول يملكها فى الولايات المتحدة ومنع المواطنين الأمريكيين من ممارسة أية أعمال تجارية معه، تعبيرا عن وجود رؤية أمريكية جديدة فيما يخص الصراع فى السودان.

وأضاف: فى يونيو الماضى فرضت أمريكا عقوبات على طرفى الصراع، غير أن فرضها هذه المرة جاء بشكل أحادى على عبد الرحيم دقلو شقيق حميدتى، وعلى عبد الرحمن جمعة قائد قوات الدعم السريع فى غرب دارفور بزعم انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان فى دارفور، لافتا إلى أن القرارات الأخيرة تعنى أن الموقف الأمريكى من طرفى الصراع يمكن أن ينتقل من الحياد المعلن إلى دعم البرهان وقواته.

وأوضح أن العقوبات المفروضة على شقيق حميدتى تقيد عمليات تهريب الذهب إلى روسيا، حيث تستعين به الأخيرة فى التغلب على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، كما أن تحالف حميدتى مع فاجنر والروس يسمح لهم بالانتشار فى المنطقة ويضر بالمصالح الأمريكية فى المنطقة ويعزز من قبضة روسيا.

واختتم الجزار مؤكدا أهمية الدور المصرى فى إنهاء الأزمة السودانية، لافتا إلى أن القاهرة كانت من أوائل العواصم التى سارعت لتسوية الصراع فى البداية نظرا لكون السودان دولة جارة مباشرة واستقرارها الداخلى يعد عاملا إضافيًّا فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى، وخاصة أمن الحدود.

المصدر \جريدة فيتو المصرية

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button