في الوقت الذي علق فيه مواطنون في الحرب السودانية الجارية الآن، قامت وحدات الفقمة (نيفي سيل) بعمليات نخبة لإجلاء القطط والكلاب من السودان.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير أعدته جيسكا دوناتي إن سؤالا لم يتوقعه السفير الأمريكي في السودان جون غودفري، عندما حشر في السفارة الأمريكية وسط الرصاص والغارات الجوية: كم هو وزن قطط وكلاب السفارة؟ فقد تم إرسال وحدات النخبة الأمريكية، نيفي سيل، لإجلاء العاملين الدبلوماسيين من المواجهات التي اندلعت بين جنرالي السودان، ووافقوا على إجلاء الحيوانات الأليفة كجزء من مهمة الجلاء الدبلوماسية. والشرط الوحيد هو وضع كل راكب من 4 أرجل في حقيبة للحمل ويتم حساب وزنه بالرطل. وقال مسؤول أمريكي بارز “كانت القاعدة هي أنه يجب أن يكون مناسبا لوضعه في حضنك، وكنا محظوظين جدا لعدم وجود حيوانات أليفة ضخمة في ذلك الوقت”.
وتعلق الصحيفة أن الهروب من السودان، كان خرقا مهما للقطط والكلاب التابعة لبعثة الولايات المتحدة في شرق أفريقيا، وفصلا آخر في تاريخ عمليات الجلاء العسكرية للحيوانات الأليفة الدبلوماسية.
ففي فيتنام، استخدام الجيش الأمريكي الكلاب التي تساعد على شم القنابل واكتشاف العدو المختبئ في الأنهار والغابات، إلا أنه عندما انسحبت أمريكا عام 1975 تم تصنيف الكلاب بأنها معدات وتركت في الخلف.
لكن المصير غير المناسب قاد إلى قانون روبي في عام 2000 والذي سمح بجلب الكلاب المتقاعدة وتبنيها إن أمكن. وبعد هجمات 9/11 شنت الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها حروبا ضد القاعدة والجماعات المتطرفة حول العالم. ومع فتح جبهات حرب جديدة، ظهرت الجهود لإنقاذ الحيوانات التي صادقها الجنود والدبلوماسيون الأمريكيون في البلدان الذين أرسلوا إليها.
وقال مايكل سميث من جمعية “مهمة إنقاذ الجرو” (بابي ريسكيو ميشين) والتي تجلب حوالي 300 حيوان أليف من القواعد العسكرية الأمريكية حول العالم “لو ذهبت إلى شخص خدم في الحرب، فلن يتحدث إليك عن فظاعة الحرب، ولكنه يتحدث عن الكلب أو القطة التي كان يطعمها”. وتعاون الجيش مع الجمعيات غير الربحية لمساعدة الجنود والعاملين الآخرين لجلب حيواناتهم الأليفة إلى البلد. ففي حزيران/يونيو أعلنت وزارة الدفاع عن قواعد جديدة لنقل الجنود الأمريكيين وتعويضهم عن كلفة سفر الحيوانات الأليفة.
وتقول الحكومة الأمريكية إنها الآن تغطي كلفة الشحن والحجر الصحي قائلة إنها هذا اعتراف بدور الحيوانات الأليفة في حياة عائلات الجنود. وبدأت لويز هيستي، التي قاتلت في العراق بإنقاذ الحيوانات الأليفة من الكلاب والقطط بعدما أكملت خدمتها العسكرية. وعبر جمعيتها “وور بوز” فهي أول نقطة يتصل بها الجنود الأمريكيون والبريطانيون في سوريا، مع أن نقل الجنود من المفترض أن يكون سريا. وقالت هيستي إنها هربت العديد من القطط والكلاب من سوريا وإنها تعرف بالضبط القواعد العسكرية والمنشآت التي نقل منها كل الجنود، مما أثار مخاوف القادة العسكريين هناك.
وقالت “يتصل بي الجنود ويقولون إن لديهم هذا الكلب أو تلك القطة ولا نستطيع إخبارك بمكانها” و”في اللحظة التي يقولون هذا، أقول نعم، أعرف أين أنتم، اتركوني أتعامل مع الأمر”.
وعادة ما يتعرض الناشطون الذين ينقذون حياة الحيوانات الأليفة للخطر، إلا أن المدافعين عنهم يجادلون أن الكلاب والقطط والحيوانات الأخرى توفر راحة مهمة للجنود الناجين من الحرب. وحصلت المنظمات غير الربحية على دعم من الرأي العام وبخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فالحملات لإنقاذ كلب أو قطة تجذب الكثير من التعليقات والمشاركات، علاوة على التبرعات المالية.
وأصبحت القطة سكريتش التي عاشت في السفارة الأمريكية بكابول، نجمة على الإنترنت وأنقذتها عيادة كابول سمول أنيمال ريسكيو. وحاولت العيادة بداية إخراج القطط والكلاب بمن فيهم سكريتش خلال الخروج الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان، لكنها لم تكن ناجحة. وزاد الجنود الأمريكيون الوضع سوءا عندما تركوا الحيوانات حرة في المطار، ولم تستطع العيادة تجميعها إلا بعد عدة أيام. وعادت سكريتش إلى العيادة في كابول وظل فيها مدة 6 أشهر قبل أن يتم إجلاؤه بموافقه من طالبان، حيث نقلت مع أكثر من 250 كلبا وقطة إلى كندا.
وأصبح لدى سكريتش متابعون على إنستغرام يزيد عن 2.000 معجب، حسب صاحبة القطة الحالية بوني دافيدسون. ورغم الدعم العام والحماس لجلاء الحيوانات الأليفة للجنود والدبلوماسيين إلا أن التبرعات انخفضت حيث تحول الاهتمام عن سوريا وأفغانستان. وقالت شارلوت ماكسويل- جونز مديرة كابول سمول أنيمال ريسكيو “لم يعد الناس يهتمون بأفغانستان”.
وفي السودان هذا العام، قامت الحكومة الأمريكية بعمليات الجلاء وليس المنظمات الخيرية، مع أن وزارة الخارجية حاولت إبقاء العمليات بعيدة عن الأضواء. وقالت وزارة الخارجية إنها لا تستطيع نشر أسماء الحيوانات الأليفة والأشخاص المشاركين فيها. وقال مسؤول أمريكي “أعرف أسماء وأنواع وأوزان كل أصدقائنا من الحيوانات الأليفة”.