3 مسارات للدور المصري بالسودان
دخل الصراع في السودان شهره الثالث، مُخلفاً خسائر بشرية ومادية واسعة، مع تصاعد حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها السودانيون تحت وطأة تلك الأوضاع الخانقة، وسط تعويل على أدوار أطراف إقليمية ودولية من أجل المساعدة في الدفع بعملية سياسية شاملة لإنهاء الأزمة.
وفي هذا الإطار يبرز الدور المصري، سواء على الصعيد الإنساني من خلال احتضان النازحين، وكذلك على صعيد مساعيها لإنهاء الصراع عبر مشاورات سياسية للدفع بوقف شامل لإطلاق النار والانخراط في العملية السياسية، ومن خلال التعاون مع الدول والأطراف والمنظمات المعنية لتجنيب السودان ودول الجوار سيناريوهات أكثر كارثية.
ويتحدث نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، في تصريحات خاصة لـ«البيان» عن زيارة نائب رئيس المجلس السيادي إلى القاهرة، موضحاً أن ثمة ثلاثة مسارات تم التباحث بشأنها، وهي المسارات التي يتعين بذل الجهود كافة فيها، بينما تقوم القاهرة بدور فاعل ومؤثر، سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال الآليات الإقليمية والدولية، وهي (الوضع الإنساني، وقف إطلاق النار، والعملية السياسية في السودان).
في ما يخص «العملية السياسية»، يشير إلى ضرورة أن تكون شاملة وتشترك فيها مكونات المجتمع كافة، وأن تكون شاملة للآليات والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة. أما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، فيلفت إلى سعي مصر إلى أن يكون وقف إطلاق النار شاملاً وكاملاً في السودان.
الجانب الإنساني
ويضيف: «على الجانب الإنساني، هناك دور محوري في استقبال السودانيين، وفي إطار التعامل مع المنظمات الإنسانية، وكذلك عبر التعاون مع الجهات المانحة». ويشدد نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية على أهمية المسارات الثلاثة لتجنيب السودان التدمير والقتل وحالة الفوضى.
من جانبه، يقول خبير الشؤون الأفريقية رامي زهدي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إن مصر منذ بداية الصراع في السودان أدارت عملية دعم متكاملة للشعب السوداني، بينما تتلخص الرؤية المصرية في البحث عن أمن وعودة الاستقرار للسودان وتأمين الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني، والحفاظ على قوام الدولة ومؤسساتها، من دون أن تتداخل في الأزمة وأسبابها، ومن دون أي توجيه لإرادة الشعب السوداني.
ويلفت إلى أن الدور المرتقب لمصر في المرحلة المقبلة يمكن تلخيصه في نقاط عدة، أولاها استكمال الدعم الواسع للشعب السوداني خلال الأزمة الحالية، مع استكمال استيعاب الفارين من الصراع بأعداد متزايدة، والعمل على توفير أفضل سبل الرعاية لهم، إضافة إلى التواصل مع الأطراف والمنظمات الإقليمية والدولية الفاعلة والمؤثرة من أجل العمل على صياغة حلول لدعم السلم والاستقرار في السودان وإدارة حوار سلمي شامل يسمح باتفاق على الأرض.
جريدة البيان