تتابع وسائل الاعلام الاسرائيلية، الاحداث الجارية في السودان، لما لها من تأثير على العلاقات الثنائية خاصة بعد توقيع السودان اتفاقيات تطبيع مع اسرائيل.
ويرى محللون أن اسرائيل ليس لديها خيارات، حول ما يدور من أحداث سوى الانتظار والترقب، وعدم اعتبارها منحازة لما يجري.
هاآرتس
وقالت صحيفة هاآرتس العبرية إن ما حدث في السودان لم يكن مفاجأة، وأن الأوضاع في السودان تعتمد إلى حد ما على رفع العقوبات الأمريكية، مشيرة إلى أن أمريكا قد تغض الطرف عما حدث، نظرًا لأهمية السودان الإستراتيجية في منطقة البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة إن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالسودان هائلة، حيث إن شرق السودان هو المنطقة التجارية الرئيسية في البلاد، حيث تمر عبره بضائع بقيمة 11 مليار دولار كل عام. إنها أيضًا مهمة من الناحية الاستراتيجية، لأنها تسيطر على 750 كيلومترًا من الخط الساحلي.
أضافت الصحيفة أن اتفاقية تقسيم الحكومة بين عسكريين ومدنيين، والتي أعقبت عقودًا من ديكتاتورية البشير، أعطت بعض الأمل في أنها يمكن أن تحل بعض المشاكل الاقتصادية للبلد الفقير، وتمول ديونها الخارجية المشلولة، وجذب الاستثمار الأجنبي، خاصة بعد توقيعها على اتفاق التطبيع مع إسرائيل والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شطبها من قائمة أمريكا للدول الراعية للإرهاب. بعد تشكيل مجلس السيادة، حصل السودان على عدة مليارات من الدولارات من دول عربية، وأبدت شركات النفط العالمية اهتمامًا بالتنقيب عن النفط هناك.
لكن الآن، على الأقل حتى يتضح مصير الحكومة، من غير المرجح أن يأتي هؤلاء المستثمرون. غير أن الولايات المتحدة أوقفت يوم الاثنين المساعدة من حزمة مساعدات قيمتها 700 مليون دولار للسودان.
ورأت الصحيفة أن الاحتمال الآخر هو أن الجيش، الذي يتفهم تداعيات التهديد الأمريكي جيدًا، سيقدم خطة عمل مدنية يتعهد فيها بإجراء الانتخابات في موعدها، لكنه يواصل السيطرة على البلاد حتى ذلك الحين. في الواقع، هذا هو بالضبط ما قاله رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان يوم الاثنين.
جيروزاليم بوست
وعلقت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن أحداث السودان لها تأثير مهم على المنطقة ويمكن أن تؤثر أيضًا على علاقات السودان مع إسرائيل لأنها كانت من الدول التي انضمت إلى طريق التطبيع في أعقاب اتفاقات أبراهام.
رئيس مجلس السيادة السوداني يصدر 6 قرارات جديدة (تعرف عليها)
وقالت الصحيفة إن آمال السودان تبددت في محاولة التحول نحو الحكم المدني.
وأضافت الصحيفة: لم يُترك السودان فقيرًا فحسب، بل ترك أيضًا كدولة مليئة بالصراعات الأساسية لطبيعة المنطقة، وعلى الرغم من وجودها في القرن الأفريقي، إلا أنه ينظر إلى السودان على أنه دولة عربية ولعبت دورًا في السياسة القومية والدينية العربية.
وأوضحت الصحيفة أن السودان يعيش أزمة سياسية حادة بعد تصاعد الخلاف بين الشركاء العسكريين والمدنيين في الفترة الانتقالية، وسط غياب أفق الحل في ظل تمسك كل طرف بموقفه.
ويطالب المعتصمون الذين يخيمون أمام القصر الرئاسي لليوم العاشر على التوالي بحل الحكومة الانتقالية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية أخرى وحل لجنة الإخوان وتوسيع قاعدة المشاركة في الائتلاف الحاكم، بينما يرفض التحالف من أجل الحرية والتغيير هذه المطالب، ويعتبر الحراك أمام القصر الرئاسي محاولات لمهاجمة الثورة.
البرهان: استجبنا لإرادة الشعب السوداني
وأشارت الصحيفة إلى أن الحادث وقع بعد زيارة المبعوث الأمريكي وأن منزل المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك قد تعرض للاقتحام من قبل القوات، عندما كان فيلتمان أيضًا في السودان.
وأضافت الصحيفة: «في اجتماعاته مع حمدوك، وأعضاء مجلس الوزراء ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وأعضاء مجلس السيادة وغيرهم من السياسيين، أعرب المبعوث الأمريكي الخاص فيلتمان عن التزام بلاده مواصلة الدعم السياسي والاقتصادي.
وتابعت الصحيفة أن فيلتمان شدد أيضا على أن هذا الدعم يعتمد على التزام السودان بالنظام الانتقالي المتفق عليه على النحو المنصوص عليه في الإعلان الدستوري لعام 2019 واتفاقية جوبا للسلام لعام 2020.
وأكدت الصحيفة أن «الانحراف عن هذا المسار والفشل في تلبية المعايير الرئيسية سيعرض علاقة السودان الثنائية مع الولايات المتحدة للخطر، بما في ذلك المساعدة الأمريكية الكبيرة، فضلاً عن آفاق التعاون الأمني لتحديث القوات المسلحة السودانية والدعم الأمريكي في المؤسسات المالية الدولية، ولتخفيف عبء الديون».
كتب: سوزان عاطف
المصري اليوم