السودان اليوم:
هذا العام لم يكن عام خير بأي حال من الأحوال، فقد ضاق الناس أيما ضيق بالظروف المعيشية الخانقة، فخرجوا يعبرون عن ضيقهم في الشوارع متخذين من المتاريس سنداً لقضيتهم، أما نهر النيل فقد أبت نفسه إلا أن يعبر عن غضبه أيضاً فأرغى وأزبد، ثم تدفقت مياهه لتغمر القرى والفرقان في أنحاء السودان المختلفة، ولم تفلح (المتاريس) في حماية نفسها ناهيك عن حماية سكان القرى والفرقان المحتمية بها، بل بلغ النيل من الجرأة والتحدي ما مكنه من اقتحام الخرطوم ومحاصرة مواقع سيادية بها مثل وزارة الخارجية. وتسرب أسفل كوبري المنشية بل وعزل (5) مناطق شمالي بحري في منطقة ود رملي وواوسي وأحياء عريقة بأم درمان، وغمرت مياه النيل جسر الفتيحاب، ولم تنج من غضبة النيل مدن وقرى بمحلية جبل أولياء مثل الكلاكلات والشقيلاب، وتم اجلاء السكان في مدرسة وسط المنطقة، ومازالت الاوضاع مزرية رغم زيارة والي الخرطوم امس الاول للمنطقة، وقد وعد القيادي بالحرية والتغيير وجدي صالح الذي زار المنطقة بتقديم المساعدة والدعم للمتتضررين. اما رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان فقد تفقد المتضررين بالكلاكلات .
وحسب وزارة الري فقد ارتفع مستوى مياه النيل إلى مستوى غير مسبوق بعد مائة، وأدت لمقتل عشرات الضحايا وانهيار آلاف المنازل في الولايات.
وإن لم تستعص الخرطوم حيث (الرئيس بنوم والطيارة بتقوم) على مياه السيول والفيضان، فدمرت وقتلت وشردت، فماذا يجري في الولايات التي ظل سكانها في كل الحكومات يشتكون من التهميش؟؟
فتعرضت قرى كاملة للدمار بالولايات المختلفة، ولعل ولاية نهر النيل هي الأكثر تضرراً، فإن من اسم نهر النيل لها نصيب، حيث غمرت المياه الباوقة وبربر وجزر ابو حمد ..الخ. وولاية سنار ايضاً تعرضت لاضرار كبيرة، وكذلك ولاية الجزيرة على طول الشريط، بل وطال الضرر الطريق القومي.
أما مياه (القاش) فقد جرفت مناطق كثيرة منها اروما ووقر، وادت لقطع الطريق بين همشكوريب وحاضرة الولاية .
وفي شمال كردفان تضررت المنطقة المحيطة بخور ابو حبل في تندلتي وما جاورها.
أما في النيل الابيض فغرقت المشروعات الزراعية في القطينة، وادت المياه لعزل عدد من القرى غرب المحلية في منطقة ام رمتة وما حولها.
كذلك جرفت السيول الطريق القومي الخرطوم ــ بورتسودان بالقرب من مدينة هيا، وجرفت ايضاً خط السكة حديد ولم تتم صيانته بعد، وأدى ذلك لقطع حركة القطارات لاكثر من شهر.
وبالأمس عُزلت كل مناطق الرهد عن حاضرة الولاية والطريق القومي الى الخرطوم، بسبب مياه نهر الرهد في منطقة الخياري.
The post المتاريس تحت رحمة النيل….. appeared first on السودان اليوم.