غير مصنف 2

لم أنتم متعجلون؟!.. بقلم حسين خوجلي

السودان اليوم:
إنني متعجب لحد الصدمة لاستعجال الشعب السوداني لإسقاط سلطة الحزب الشيوعي والبعثيين والناصريين والجمهوريين وهم ما زالوا في طفولتهم الأولى لم يشبعوا بعد من الثدي الاعجف لهذه الأمة البائسة وفصالهم في عامين؟
لم أنتم متعجلون والجيش السوداني لم يكملوا تشريده بعد ولم تُفكك أسلحته صامولةٌ صامولة؟
لم أنتم متعجلون ولم يبدلوا عقيدته من ولاء الرحمن إلى ولاء الشيطان؟
لم أنتم متعجلون ولم تستوعب المخابرات الأجنبية أجهزة أمننا في دهاليز العمالة؟
لم أنتم متعجلون والشرطة السودانية لم يتم تدريبها بعد على حراسة الخمارات وعلب الليل وبيوت الخنا والمسافحة والخلاعة؟
لم أنتم متعجلون والقبائل السودانية لم تُكمل غرس السكاكين ولم ترتوي من شلالات الدم المهراق؟
لم أنتم متعجلون وما زال في الحقول الجدباء بقية من سنابل، وفي المخابز المعدمة بقية من حنطة، وما زالت البطون لم تسند بعد بحجارة الجوع؟
لم أنتم متعجلون والأقاليم السودانية الخمسة لم تكمل انقسامها المحزن لصالح الجيران الوحوش الاستعمار الجديد؟
لم أنتم متعجلون على القحاطة ولم تُسقط عرى الدين بعد عروةً عروة حيث ما زال في الشريعة قداسة نص وفي المساجد صفٌ يتيم؟
لم أنتم متعجلون والدولار لم يبلغ المائتين بعد وأوراق العملة السودانية الهباء لم تذروها الرياح؟
لم أنتم متعجلون والشباب لم يكمل دورة العطالة والبطالة والقنوط واليأس المقيم؟
لم أنتم متعجلون ولم تُكمل الأمراض والأوضار فورتها على الأجساد المنهكة والأرواح اليباب؟
لم أنتم متعجلون والجامعات والمعاهد والمدارس تحلمُ بالكتاب بعد عام والجهل والجهالة لم تضرب أطنابها على المدى السراب؟
لم أنتم متعجلون والصليبيون والصهاينة والحقد الامريكي والأوروبي لم يغرس مقصلته بعد لقتلة غردون؟
لم أنتم متعجلون والعلمانية لم تسمق راياتها بعد والإلحاد لم ترفرف أعلامه والزندقة لم تطبع مقرراتها والاسفار؟
لم أنتم متعجلون ولم ينتصب في ميدان الخليفة تمثال ماركس وميشيل عفلق والمسيح الدجال؟
لم أنتم متعجلون والزنازين لم تمتلئ بعد والسياط لم تُلهب الظهور ولم تتمرغ حرائركم بعد على قبور النصارى ولم يستجدي أحراركم بعد غلة اليهود؟
لم أنتم متعجلون؟!!!

The post لم أنتم متعجلون؟!.. بقلم حسين خوجلي appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى