السودان اليوم:
كانسانة عطبراوية ..نشات في مدينة لا تحتفي كثيرا بالسيارات ..كانت احلام الفتيان هناك هو اقتناء الدراجة ..وربما تجد في البيت الواحد حوالي خمسة او ستة دراجات بعدد الذكور في المنزل بما فيهم الوالد الذي بالتاكيد يعمل في السكة حديد او ملحقاتها ..طيلة مدة وجودي في عطبرة حتى اخرجني الزمان منها ..كانت السيارات الخاصة تعد على اصابع اليد الواحدة وكل سيارة معروفة باسم صاحبها …اغلب الناس الذين لا يمتلكون دراجات يستخدمون المواصلات العامة ..والامور تمام والدنيا جميلة ..ولا ينقصنا شئ ولله المنة والحمد.
ربما لذلك تجدني لا افهم تكالب الناس على اقتناء السيارات دعك من استبدالها بالموديل الاحدث .ولا استطيع استيعاب كيف انها تصير علامة على مكانة الانسان في المجتمع او تعطيك ملمحا عن حسابه في البنك ..فما الذي يعنيه ان يتقلد شخص ما منصبا رسميا فتكون اولى اهتماماته هو نوع السيارة التي ستقله الى العمل او تلك التي سيمتطيها اهله الى اشغالهم ؟ما هي الاضافة التي ستكون لو تغيرت السيارة او كانت قديمة او جيدية ..او لم تكن هناك اصلا؟
يحمل لنا الاسفير كل يوم صورا لمسؤولين كبار في دول عظمى تنتج السيارات وتبيع الطائرات ..هولاء المسؤولون يقودون دراجات او يركبون المواصلات العامة الى مكاتبهم عادي يعني ..المضحك المبكي ان ناسنا الذين يركبون الفارهات ..لم نجد منهم انجازا يقال عليه حتى تاريخه ..اما اولئك الذين (يضيعون وقتهم ) في المواصلات العامة ..هم على رأس العمل في دول مثل المانيا وهولندا فتأمل.
صفقة السيارات التي اقامت الدنيا ولم تقعدها في ارجاء السوشيال ميديا ..شابها الكثير من الضبابية ..والقصة التي راجت ان المجلس السيادي قد طلب شراء سيارات جديدة بدلا عن القديمة ورثة العهد البائد وان المالية قد صادقت على شراء نصف العدد نظرا للضائقة المالية التي تمر بها البلاد جراء جائحة الكورونا (برضو فيهم الخير ناس المالية)..عندما تسرب الخبر ..اوقفت المالية الصفقة لشبهة الفساد ذلك ان الشراء كان سيتم عن طريق شركة ولم يتم اجراء عطاء (برضو نظرا للكورونا)..تلك قصة اخرى ايضا ..فالشعب يريد معرفة هذه الشركة المحظوظة التي تعمل اثناء الكورونا وغيرها لا .
قرأت توضيحا لاحد اعضاء السيادي ..انهم لم يطلبوا شراء سيارات جديدة ..ولكنهم قاموا بارجاع السيارات القديمة (ورثة العهد البائد ) للمالية ..وذلك لارتفاع تكلفة صيانتها ..وطلبوا استبدالها بسيارات جديدة اقل تكلفة (لحنها يعني ) بس المهم في النهاية هناك سيارات جديدة تم التصديق بشرائها ..مش كدا ولا انا ما قادرة افهم الموضوع ؟ ..اصحاب السعادة في المجلس السيادي .. ..كم هي مدة التكليف في هذه الوظائف الرسمية ؟ كم مضى منها بدون هذه السيارات وكم بقى ؟ وكيف كنتم تنتقلون طيلة هذه المدة التي لم (نراكم فيها؟)..وهل يا ترى امر هذه السيارات هو (الموقف حال البلد ؟ ) وهل اذا اتت لاستطعتم الوصول الى ايقاف النزيف في دارفور وحلفا الجديدة وكسلا ؟ هل لو اتت هذه السيارات سيتوفر الوقود وتختفي الصفوف وتنتظم الكهرباء ..ويعم الرخاء البلاد ؟
ما ممكن يا جماعة كل ما تجي حكومة ..نمضي اغلب الزمن في شراء السيارات وايجار البيوت وتغيير الحاشية ..وقبل ان نرى شيئا ما على ارض الواقع ..ياتي آخر ..ونبدأ من جديد نف في الصينية ..طيب الحل شنو ؟ اقول ليكم ..المبلغ الذي تم التصديق به ..شوفوا قطعة ارض فاضية ..انشأوا فيها حوالي خمسين بيت بمواصفات عالمية ..حدائق وجراجات وكدا ..واشتروا كمان بصات جديدة لنج (ما مستعملة استعمال خفيف) ..البيوت تكون المنازل الحكومية لمتقلدي المناصب الرسمية ..كل ما تنتهي مدة احدهم يخلي المنزل لخلفه ..والبصات لنقلهم الى اماكن عملهم ..المنازل الحكومية تكون تابعة للعقارات الحكومية ..بينما تتبع البصات لهيئة النقل المكيانيكي سالفة الذكر بعد احيائها وضخ الدماء في عروقها..اها فضل شوية قريشات ؟ اشتروا بيها كم موتر كدا لزوم التشريفة وكدا (صحي هي قصة التشريفة والمواتر دي شنو ؟..هل هي شئ ملزم لاي مسؤول ولا القصة كيف؟).
وكدا نكون قفلنا باب البيوت والعربات الحكومية ..واذا احتاج الامر صيانة او تغيير او استبدال ..يكون ذلك عبر لجان مختصة من النقل الميكانيكي وليس حسب رؤية (السادة في القيادة )..ذلك لانهم حيكونوا مشغولين (اوي ) ومركزين في ورقهم ولا وقت لديهم لتعاطي مثل هذه الامور الانصرافية ..وووو(تقوم بينا العربية ..تودينا للسادة).
The post تقوم بينا العربية.. بقلم د ناهد قرناص appeared first on السودان اليوم.