السودان اليوم:
كتب أنطونيو بانقر الأمين العام للإتحاد الدولي للصحفيين خطاباً حارقاً وناصحاً لفيصل محمد صالح وزير الإعلام والناطق الرسمي لحكومة حمدوك مذكراً أياه بما تتعرض له الصحافة والصحفيين منذ مجيء حكومة القحط والظلم والفشل ، من تضييق وحصار ومصادرة ، ومصححاً لإدعاءآته الكاذبة التي بثها من خلال رسالة وجهها للإتحاد ، ودافع بها عن الأوضاع الحالية لحرية العمل الصحفي في السودان.
فقد طالب الإتحاد الدولي للصحفيين بضرورة سحب قوات الأمن من مقر الإتحاد العام للصحفيين السودانيين الذي يرأسه الصادق الرزيقي دون قيد أو شرط ورفع الحظر المفروض على الصحف ، معدداً الإنتهاكات التي حدثت تضييقاً وحرباً على العمل الصحفي والإعلامي ومؤسساته بما في ذلك قناة الشروق وقناة طيبة اللتين أحتلت قوات الأمن مقراتهما وعينت عليهما مشرفين إداريين ، كما ذكره بما جرى لصحيفة الرأي العام التي لا تزال تخضع لسيطرة السلطة بعد أن أحتلها طغاة قحت وممكنوها الجدد.
كذلك ذكر الإتحاد الدولي الوزير فيصل بالعسف والتضييق الذي مورس على عدد من كبار الصحفيين ومنهم الصادق الرزيقي الذي تعرض للإعتقال وأحمد البلال الطيب ومزمل أبوالقاسم وحسين خوجلي والذين جمدت أرصدتهم المالية وصودرت أصول صحفهم كما هدد أحمد البلال الذي لا يزال يقيم منذ عدة أشهر خارج السودان تجنباً لتعرضه للإعتقال.
كذلك ذكر خطاب الإتحاد الدولي الوزير فيصل والسلطات القحتية بأهمية تنفيذ إتفاقيات منظمة العمل الدولية بشأن حرية تشكيل الجمعيات النقابية التي أعمل فيها أولئك الوحوش سيف التشفي والقهر والتسلط رغم شرعيتها المعترف بها لدى الإتحادات والنقابات الدولية .
من بربكم غير فيصل ووزارته العاجزة يتحمل المسؤولية الكاملة عن إنهيار صناعة الصحافة الورقية لأول مرة منذ الاستقلال بل قبله بعد أن توقفت المطابع جراء الأوضاع الإقتصادية المزرية ليس فقط بسبب جائحة كورونا وفشل الحكومة في إدارة الدولة ، إنما بتجاهل وزارة الإعلام ، ربما عمداً ، للأزمة وفشلها في معالجتها واستهدافها للناشرين والمؤسسات والقيادات الصحفية ربما بغرض شغلهم عن اجتراح الحلول للأزمة المتفاقمة التي توشك أن تقضي على أهم السلطات الرقابية والتنويرية في الدولة؟
أعجب والله من سقوط الرجال وإنحدارهم إلى الدرك الأسفل في عالم القيم والأخلاق في مقابل ما لا يعدل مثقال ذرة من شرفهم الأخلاقي والمهني وسمعتهم وكرامتهم ودورهم في التاريخ الذي ينسى أولئك الغافلون أن كتابه سيظل مفتوحاً وشاهداً عبر الزمان والمكان ليسجل خيباتهم وإنحدارهم إلى القاع ، فقد كان ذات الرجل – فيصل محمد صالح – الذي يدافع اليوم عن الأوضاع المأساوية التي تتلظى في سعيرها الصحافة السودانية والحريات ، هو صاحب أكبر حلقوم يشن الحروب الضارية عبرالصحافة والفضائيات المحلية والخارجية على أوضاع الحريات الصحفية خلال النظام السابق لدرجة أنه نال جائزة عالمية وشهادة باذخة تقديراً لدوره في المنافحة عن حرية العمل الصحفي ، فهل تراه لا يزال يعلق تلك الشهادة على جدار صالونه الفاخر أم أخفاها خجلاً أو مزقها أو على الأقل دسها في قعر أرشيفه انصياعاً لوخز ضمير نكأ ذاكرته الحيرى وهزها وأزها أزا؟!
سيكتب التاريخ يا فيصل أنك كنت ناطقاً باسم حكومة تصادر الحريات وتحتكر الإعلام الحكومي وتحتقر القانون وتسجن بلا محاكمات وتصادر الممتلكات وتشيطن الخصوم.
سيكتب في سجلات التاريخ أنك يا فيصل تنافح عن حكومة دكتاتورية واستبدادية ظالمة تنكرت لوثيقتها الدستورية ولجميع المواثيق الدولية التي مهرتها بتوقيعها ثم أدارت لها ظهرها بعد أن نصبت مناعي الخير الآكلين على كل الموائد ، نصبتهم حراساً للعدالة كمن ينصب الذئب راعياً للأغنام!
] كم أنا حزين يا فيصل أنك ستشهد تصنيف دولتك وهي قابعة في قاع تقارير مجلس حقوق الانسان ، ولن تهتز لك شعرة أو يطرف لك جفن تحسراً على مبادئ بعتها بثمن بخس فما أتفه السعر وما أغلى السلعة؟!
The post فيصل والإتحاد الدولي للصحفيين .. عندما تباع المبادئ بثمن بخس!.. بقلم الطيب مصطفى appeared first on السودان اليوم.