غير مصنف 2

اوهن من بيت العنكبوت .. بقلم محمد عبد الله

السودان اليوم:
كلمة اطلقها امين عام حزب الله السيد حسن نصر فى العام 2000 احتفالا بالتحرير وهزيمة الجيش الصهيونى واندحاره ، ومن مدينة بنت جبيل التى استعصى على جيش العدو دخولها ، ومن على مسافة قصيرة جدا من الحدود الفلسطينية قال قائد المقاومة وهو يقسم بالله ان اسرائيل هذه اوهن من بيت العنكبوت ، وهى الكلمة التى صارت شعارا واصبحت تتردد فى كل مناسبة وانزعج لها الصهاينة وخافوا من دلالتها وانعكاس ذلك عليهم انكسارا لشوكتهم وتبددا لقوتهم وهذا ما أصبح واضحا وانطبق بالكامل عليهم ، واليوم وبعد عقدين من هذه الكلمة مازالت الوقائع تثبتها فى كل مناسبة ، وجاء حادث أمس الاول ليكرسها فى اذهان الناس وحتى الصهاينة انفسهم ، الذين ايقتوا بشكل كبير كذب قادتهم وخوف جيشهم من المقاومة الى الدرجة التى جعلته ينكفئ الى الداخل مبتعدا من الحدود مع لبنان ست كيلو متر تاركا قطعان مستوطنيه بينه وبين لبنان لعلمه ان حزب الله سيهاجم اهدافا عسكرية حتما انتقاما لاستهداف اسرائيل احد مقاتليه بالقرب من مطار دمشق .
وكان لافتا جدا ومزعجا لمواطنى اسرائيل التراجع الكبير لقادتهم فى افاداتهم عن ماوقع نهار الاثنين اذ قالوا ابتداء ان حدثا كبيرا حصل فى شمال فلسطين ، ثم توالت الاخبار
ليقول قادة اسرائيل ان خلية من حزب الله استهدفت دبابة لهم بصاروخ كورنيت ، ثم تبدل الخبر ليقول ان خلية لحزب الله من خمس أو ست عناصر اجتازت الحدود وتسللت الى داخل فلسطين وان الجيش الاسرائيلى تصدى لها موقعا قتلى وجرحى فى عناصرها ، ويستمر التناقض ليقول الجانب الصهيونى ان جيشه اجبر اعضاء حزب الله على التراجع والهرب باتجاه لبنان ، ولم يستقر جيش العدو ولا قيادته السياسية على رواية متماسكة مما اظهر التناقض فى كلامهم الامر الذى يدل وبوضوح تام على حجم الارتباك الذى يعيشه العدو ، والتخبط الذى يقع فيه جراء صمت حزب الله وادارته الحرب النفسية بحنكة ومهارة واقتدار وتفوق كبير جعل عدوه يخشى من صمته والذى اصبح فى ذاته قاتلا فكيف ان تكلم حزب الله ياترى ؟
هذا الرعب الكبير لدى اسرائيل من صمت حزب الله جعلها محل سخرية وازدراء اولئك القريبين منها والمحسوبين عليها مما فاقم من ازمتها وسجل نصرا جديدا للمقاومة يضاف الى سلسلة انتصاراتها وانجازاتها النوعية على مدى السنوات الماضية التى راكمت فيها المقاومة خبراتها وتجاربها وفرضت كلمتها الى الحد الذى اعترف فيه احد كبار جنرالات العدو وقادته السياسيين بقوله ان نصر الله أثبت ان الكلمة عنده هى الكلمة.
هذا القلق الصهيونى المتزايد من الرد الحتمى لحزب الله وجهل العدو طريقة الرد وتوقيته لفت الناس الى نجاح المقاومة فى تثبت معادلة الردع وفرض هيبتها وكلمتها ،
وهذا الرعب والتوتر الذى يعيشه العدو وبالذات فى المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة جعله يفتعل حدثا امنيا من خياله ، ويحارب نفسه مضطربا ، ويقع فى المحذور ويشرع مذعورا فى قصف مناطق مدنية لبنانية على الحدود ، وكان مربكا للعدو قول حزب الله ان هذا القصف العشوائى للمنطقة المدنية لن يمر دون ان ينال العدو عقابه ، وهذه معادلة جديدة يسعى حزب الله الى ارسائها مما يعنى ان اى قصف لمناطق مدنية وان لم يوقع فتلى فانه يستوجب ردا من المقاومة.
وتأكيدا على ارتباك كيان الاحتلال هاهو يقف جميعه على رجل ونصف حسب تعبير السيد نصر الله قلقا مذعورا مرتبكا خائفا يقصف بشكل عشوائى بعد توهمه ان خلية من حزب الله تسللت الى داخل فلسطين المحتلة مما اخافهم اكثر وجعل الصهاينة يضربون بعضهم ، وكانت مناطق زراعية وبعض الاحراج قد تعرضت للقصف الصهيونى المكثف ، و احصى الجيش اللبنانى خمس وثلاثون قذيفة اطلقها جيش الاحتلال الاسرائيلى الذى يعيش هو ومستوطنوه القلق بعد ان كذب بيان حزب الله الرواية الإسرائيلية واكد فى نفس الوقت ان الثأر قادم حتما وسينال العدو عقابه على مقتل احد مجاهدى الحزب فى غارة اسرائيلية على. محيط مطار دمشق الاسبوع الماضى .
وقد خرج الاحتلال بخلاصة من هذا الحدث وهى انه يتقبل هذه المعادلة ويبحث عن مخرج للازمة التى وقع فيها بسبب تخبطه . وينقل مراسلو القنوات الاسرائيلى ان الجيش المرتبك يتمترس الان خلف المدنيين وصولا الى عمق ستة كيلو مترات الى الداخل ، وهو فى حالة تاهب قصوى واستنفار كامل تحسبا لوقوع رد حزب الله الذى يوقنون انه قادم حتما .
وقد تابع العالم أمس تخبط العدو على مستوى قيادتيه السياسية والعسكرية وكيف ان نتنياهو بدى مرتبكا والكذب واضح على معالم وجهه، كما ان التناقض فى الروايات الصهيونية كان واضحا جدا مما جعل جزء من الجمهور الاسرائيلى يجزم بكذب حكومته ويجد نفسه اقرب الى تصديق رواية المقاومة ، وهذا ما اعتاد عليه المستوطنون وحتى اعلاميى العدو الذين لايقدمون رواية على رواية المقاومة ، وهذه هزيمة اخرى للصهاينة ودليل آخر على صدق وصفهم بانهم اوهن من بيت العنكبوت.

The post اوهن من بيت العنكبوت .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button