غير مصنف --

أسامة عبدالماجد يكتب: انتقاص صلاحيات

٭هل يعقل أن يجتمع أمس وزراء الخارجية، الداخلية والمالية ومدير عام الشرطة ونائبه وجهات أخرى ذات صلة، تحت مظلة الآلية المشتركة لمعالجة قضايا السودانيين بالخارج .. ويقرروا في ذات الاجتماع إنشاء مكاتب للهجرة بالخارج؟ .. وإن كانت الحكومة قررت ذلك لماذا الصرف على بعثات دبلوماسية بالخارج في مشارق الأرض ومغاربها.
٭بأي وجة سيقابل وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين أسرة وزارته وهو يسهم مع آخرين في سلب مهام واختصاصات الخارجية .. ثم أليس تأسيس آلالية نفسها دليلاً على عجز الخارجية؟ ..في كل يوم تقدم الحكومة على اتخاذ قرارات رعناء .. تنم عن جهل، رغم تقديرنا لأولئك المسؤولين.
٭ المشكل أن كثيراً جداً من المسؤولين لا يعرفون مهام واختصاصات وزاراتهم .. ليس من باب المقارنة بالنظام السابق، ولكن أذكر أنه عند تعيين حكومة الفريق أول ركن بكري حسن صالح تم منح كل وزير حقيبة .. ضمن ماحوت دليل حول مهام الوزارة المعنية والمؤسسات التابعة وغيرها من معلومات ذات علاقة بالصلاحيات والاختصاصات.
٭ كنت قد توقعت مع قدوم الحكومة الانتقالية أن تقوم بحل جهاز شؤون العاملين بالخارج .. الذي يسلب مهام عدد من المؤسسات .. وقلت أن لا دور له بل إنه يضيع إجازات المغتربين جيئة وذهاباً إلى الجهاز .. بدلاً عن تبني الحكومة لسياسة تقشف حقيقية يجتمع وزراء وومسؤولين كبار لإقامة سفارات رديفة .. في وقت تمر فيه البلاد بضائقة اقتصادية.
٭بل قبل أشهر تحدثت وزير العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ عن ترتيبات لقيام ملحقيات عمالية بالخارج .. ونوهت إلى أن التركيز سيكون في البلدان التي فيها كثافة عمالية كبيرة من السودانيين .. وأن الهدف تلمس قضايا السودانيين بالخارج .. وهذا تغول صريح على مهام الخارجية.
٭ حالة الارتباك هذه سببها أن عدداً مقدراً من المسؤولين غير ملمين بمهام وزاراتهم .. تذكرون وزير الصحة المقال أكرم على التوم ، تغول أكثر من مرة على مهام وزارة الصحة بالخرطوم .. حتى أن مسؤولاً بالولاية ضاق ذرعاً بتدخلاته واستقال من منصبه.
٭ أذكر قبل أشهر والحكومة الانتقالية عمرها نحو شهرين أو يزيد قليلاً ، تم إخضاع الوزراء لدورة تدريبية مكثفة ليومين .. كانت الفكرة ناجحة بكل المقاييس، خاصة وأنه تم تنظيمها خارج الخرطوم (محطة أم حراز) .. تم نقاش عدد من القضايا منها العلاقة بين الوزارات.
٭ لكن للأسف لم تؤت الدورة أكلها أو أن الوزراء لم يركزوا مع الجرعة التدريبية .. مشكلة الحكومة هي ضعف التنسيق .. وعدم التحضير الجيد للاجتماع .. الطبيعي أن يتصدى وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين ويرفض فكرة التدخل في وزارته .. وأن ترفض وزيرة المالية المكلفة د. هبه فكرة إنشاء مكاتب للهجرة بالخارج من باب عدم توفر النقد الأجنبي.
٭ الحكومة بتلك الأفكار، غير الناضجة، وغير القابلة للتنفيذ تفقد كثيراً من أراضيها .. ينبغي أن تتم مراجعة عمل الآلية المشار إليها .. وأن تتم استشارة الجهات الفنية .. يكفي (الخرمجة) التي يقوم بها وزير الإرشاد والشؤون الدينية في ملف الأوقاف.

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى