غير مصنف 2

هؤلاء إتخذوا من الشريعة وسيلة لزعزعة الاستقرار.. بقلم نصر رضوان

السودان اليوم:
عندما طبق الرئيس جعفر نميري قوانين الشريعة الاسلامية هاجت عليه كل الاحزاب اليسارية والعالمانية والطائفية وقتها، واتضح فيما بعد ان رفض تلك الاحزاب للشريعة كان من منطلق الغيرة و الكيد للاسلاميين حيث ان الشيخ د. حسن الترابي كان هو المنظر و الحليف السياسي لنميري وغلدافع له لتطبيق الشريعة ولذلك فان رؤساء تلك الاحزاب خافوا علي كراسيهم اذا استمر التحالف بين النميري والاسلاميين لمدة اطول وتمكن الاسلاميون من احداث طفرة تنموية تجعل الشعب يلتف حولهم خاصة وان البترول وقتها كان قد تم استخراجه وكان السودان مقبل علي استقرار ورفاهية واعتقد ان نفس الشي تكرر بعد انقلاب البشير الذي وجد تأييدا شعبيا واسعا في بداياته وبالذات عندما استخرجت حكومة البشير وصدرته, واذكر ان الصادق من منطلق الغيرة السياسية وحرصه علي سقوط حكومة البشير تحدي البشير ان يستخرح البترول وقال عن ذلك احلام زلوط.
اذا كان اليساريون كما يقولون صراحة انهم ضد الدولة الشرعية الاسلامية. الا ان الصادق المهدي كان رفضه للشريعة من منطلق خوفه البحت علي فقدان كرسيه في السلطة اذا تمكن الاسلاميون لوقت اطول وحققوا رفاهيات للشعب تزيد من رصيدهم الشعبي واستقطاب اتباع حزب الامة التقليديين اذا تمكنوا من تحقيق دولة رفاهية عصرية مع التمسك بالدين الامر الذي فشل فيه الصادق في حكومته الاخيرة .
اما امريكا وتوابعها فقدوا وجدوا فرصتهم في استغلال تلك الغيرة السياسية للاحزاب التي كان يسميها اليساريون وقتها الاحزاب الطائفية والرجعية ولكنهم ونسبة للشعبية الكبيرة التي تتبع لتلك الاحزاب الطائفية لم يجد اليساريون بدا من ان يتحالفوا معها علي مضض لاسقاط حكومة النميري كما ان امريكا وجدت في جون قرنق معول اخر لهدم حكومه نميري فنظمت تحالف معارض لنميري ( سياسي عسكري ) يتكون من الاحزاب الطائفية ومعها اليسار وجعلت من قرنق رئيسا لهم و سلحتهم وامدتهم بالمال والمقرات والدعم الاعلامي واستعملت حجة انقلاب نميري علي نظام ديمقراطي لبرالي هش تكون بعد ثورة اكتوبر.
ولكن بعد ان سقط نميري وتولي الصادق الحكومة منتخبا لم يقم بتصحيح الاخطاء التي ادعي انها كانت في قوانين الشريعة التي طبقها نميري واخذ يناور بين ضغوط الخارج بقيادة امريكا وضغوط الداخل بقيادة المرغني والاحزاب الاخري وضغوط قرنق المسلحة الي ان وصل حال السودان لحال يشبه ما نحن عليه الان ولما ضيقت الحركات المسلحة الخناق علي الصادق وابتزته بعمل تحالف مع غريمه الميرغني خاف الجيش علي كيان السودان فتقدم بمذكرة انذار للصادق مما ادي بالبشير لاستلام السلطة .
ملخص الامر ان الاحزاب التي يقول قادتها الان انهم مسلمون ولكن يرفضون تطبيق الشريعة الاسلامية بدعوي باطلة وهي ان الحكم العالماني يحقق استقرار السودان هي احزاب صغيرة تدرك جيدا انها لا شعبية لها وكذلك حال الحركات المتمردة المسلحة التي تتلقي دعما مباشرا من امريكا وحلفاءها وحتي من اسرائيل، اما الصادق فهو غير قادر علي الامساك بحبل الشريعة علنا خوفا من المجتمع الدولي وغير قادر علي اعلان قبوله بالعالمانية خوفا من هيئة شؤؤن الانصار اما الميرغني فهو كالعادة مايهمه ان يصنع الاخرون السلام لياتي هو في الوقت المناسب وياخذ نصببه في الحكم .
اذن فان الصراع غي السودان ليس هو صراع ديني كما يقال بل هو صراع علي السلطة والثروة من فرقاء الداخل وهو يحقق بالتالي الاطماع الاقتصادية للدول الاستعمارية الكبري.
لذلك فان من زعزع الاوضاع في بلادنا هم الاحزاب الطائفية ذات الثقل الانتخابي واليسار والحركات المسلحة المتمردة بدعم لوجستي واعلامي ومادي من دول تتعارض مصالحها الاقتصادية مع وجود اي حكومة منتخبة مستقرة في السودان.
والحال كذلك فانه لن يستقر السودان ما لم يتفق الشعب والجيش علي اجراء انتخابات مبكرة ترضي الشعب وتجعله يستقل بقراره ويخطط لمستقبله، علي ان يقوم الجيش بحراسة بناء تلك الدولة الشرعية المنتخبة من اعداء الخارج من صراع اقتصادي سيبقي ويزداد ضراوة نسبة لموارد وموقع دول القرن الافريقي التي يعتبر السودان عنصرا محوريا فيها.

The post هؤلاء إتخذوا من الشريعة وسيلة لزعزعة الاستقرار.. بقلم نصر رضوان appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى