السودان اليوم:
كثر الكلام مؤخرا عن مسار العلاقة بين دولة الامارات العربية المتحدة وكيان العدو الصهيونى والعمل المشترك الذى يسعى الجانبان الى تنفيذه وفى مقدمته التصدى بقوة وحزم الى محور المقاومة حركات وفصائل واحزابا ودولا وشخصيات ، وبشكل عام كل صوت مناهض لاسرائيل والتقارب معها رافض للتطبيع وصفقة القرن ، ولا يخفى الاماراتيون علاقتهم بالكيان الصهيونى وسعيهم الى تطوير هذه العلاقة ومحاولاتهم اقناع دولا اخرى بالانضمام الى مسيرة التطبيع.
وسائل الاعلام الغربية تحدثت عن هذا التقارب الكبير والمتنامى بين الامارات والكيان العنصرى الغاصب ، وفى هذا المجال نقرا بعض ما ورد فى موقع ميدل إيست آي البريطاني الذى اكد ان مسارات العلاقات الإماراتية الإسرائيلية آخذة في التنامي والتطور منذ سنوات ، هي أكبر من مجرد علاقة عابرة كما يصورها البعض.
الموقع البريطاني كشف عن حقيقة المسارات التي تربط الامارات بكيان الاحتلال الاسرائيلي وقال انها تشمل التعاون السياسي والعسكري والأمني والصحي ، وأيضا تقاطعاتها الأيدولوجية وسعيهما لمواجهة عدو مشترك.
وأوضح الموقع أن العلاقة بين تل أبيب وأبوظبي ليست رهينة بالسياسة الاسرائيلية إزاء القضية الفلسطينية خاصة في ضوء المساعي الحثيثة التي يبذلها رئيس الوزراء العدو لتفعيل خطته لضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن ، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تتسم فضلا عن عمقها على المستويات الجيوستراتيجية والتجارية والأمنية بكونها مبنية على تقاطعات أيديولوجية متينة وقابلة للصمود.
وأشار الموقع إلى أن إحدى الركائز الأساسية للتقارب بين تل أبيب وأبوظبي هي سعيهما لمواجهة ماتعتبرانه عدوا مشتركا يتمثل في إيران. ففي عام 2009 ، وبعد فترة وجيزة من تنصيب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، تعاونت الحكومتان الإسرائيلية والإماراتية للمرة الأولى في الضغط على واشنطن لاتخاذ موقف أقوى ضد إيران.
وأكد الموقع أن الجانبين تعاونا بقوة في صعود الإمارات كقوة تجسس إقليمية ، إذ إن مجال التجسس وتحليل البيانات شهد تعاونا وثيقا بين الطرفين حيث زودت الشركات الإسرائيلية أبوظبي بقدرات متخصصة خدمة
لمصالحهما المشتركة.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين البلدين تقتصر على التدريبات المشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية من وقت لآخر ، فقد تمت في مناسبات عديدة الاستعانة بأخصائيين عسكريين وأمنيين إسرائيليين سابقين لصالح الشركات العسكرية والأمنية الإماراتية الخاصة وهذا يعنى تزايد التعاون العسكرى بين الطرفين..
كما تحول عناصر سابقون بالقوات الخاصة الإسرائيلية من مدربين ومرتزقة إلى أسلحة بيد أبوظبي لتعقب الإسلاميين في اليمن ، أو لدعم حليف الإمارات بليبيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر في قتاله ضد الحكومة المعترف
بها دوليا في طرابلس.
وأكد الموقع أن كل هذا التعاون الأمني بين الطرفين لم يكن ليتحقق دون موافقة القيادة العليا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، مشددا على أن أبوظبي قد تكون قلقة نوعا ما بشأن الكيفية التي قد ينظر بها الداخل الإماراتي إلى تأييدها لخطة الضم الإسرائيلية ، لكن حكامها يفهمون أن الرفض الظاهري للخطوة سيكون كفيلا لوحده بالحفاظ على عمق ومتانة ما يبدو أنه أكثر من مجرد علاقة محدودة بين البلدين.
The post تعاون استراتيجى أماراتي اسرائيلي .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.