الطيب مصطفى يكتب: ذكرى شهداء الغدر الشيوعي ببيت الضيافة ..19 يوليو 1971 .. ولا يزال الحبل على الجرار
لن ننساكم أيها الأبطال ، وهل يحق لنا أن ننسى الغدر والخيانة التي ارتكبها وحوش الحزب الشيوعي في ذلك اليوم الدامي الذي يحكي عن الحقد الأعمى الذي اشربت به نفوسهم المترعة بالشرور والآثام ؟!
كيف ننسى واقعة مقتل شهدائنا الابرار من ضباط وجنود القوات المسلحة الذين قضوا في ذلك اليوم الذي نجتر ذكراه الآن ، والحزب الشيوعي يجثم على صدورنا بعد ان اختطف ثورة ديسمبر ، كما اعتاد ان يفعل مع كل الثورات ، وسرق السلطة ولم يبق لتابعيه من قوى الحرية والتغيير (المغفلين النافعين) سوى الفتات؟!
كيف ننسى شعارات السحل والسحق والتطهير التي نظمها شعراؤهم في تلك الايام النحسات وتغنى بها مطربوهم بل واحتفت بها قياداتهم الفرحة بتلك المجازر الدامية (عبدالخالق وفاروق ابوعيسى وغيرهما) ؟!
كان نشيدهم المفضل الذي تصدح به الاذاعة والتلفزيون بالليل والنهار (هتف الشعب من الاعماق التطهير واجب وطني) ثم جاء التأميم الذي لا نزال نعاني من آثاره الكارثية في الاقتصاد ثم جاءت مذابح أبا وودنوباوي التي قتل فيها الالاف من شهداء الانصار ثم جاءت مجزرة بيت الضيافة التي نحن بصددها اليوم.
كان صوتهم يومها يصرخ :
(بيك يا مايو ياسيف الفدا المسلول نشق اعدانا عرض وطول
. ولكن هل رضوا بمايو التي اتتهم بسبعين في المئة من السلطة ام انقلبوا عليها حتى تكون السلطة خالصة لهم ؟!
انقلبوا على نميري بحركة هاشم العطا التي ذبحت ضباط وجنود بيت الضيافة بدم بارد.
كان شاعرهم كمال الجزولي قبلها ينادي في زهو مغرور بأعلى صوته في استقبال ثورة مايو التي نحروها ، متجهاً نحو قبلتهم موسكو :
يا سيدتي موسكو
شكراً لك يا سيدتي
ان نقتل اصبح اسهل من القاء تحية
ان نغرس في القلب الخنجر
أن نطلق في الرأس رصاصة ان نمسح حد السيف بحد اللحية
قتل وسحل ونحر هو ديدنهم في كل العصور قديماً وحتى اليوم.
نعم ، هم هكذا على الدوام.
الم يصرخ كبيرهم الخطيب انهم لا يزالون ماركسيين.. اي اتباع للملحد ماركس المعادي للدين ولكل القيم الفاضلة..
ماركسيين حتى بعد ان سقطت الماركسية وقذف بها في مزبلة التاريخ وعافها حتى اهلها في الاتحاد السوفيتي وركلوها بالاقدام!
انهم رجعيون ورب الكعبة.. لا يتعلمون من اخطائهم ولا يتعظون .. لم يتغيروا قيد أنملة ..قد يتغير ويتحرك جبل مرة وجبل أحد وجبال الدنيا باجمعها اما هم فصامدون على ذات الاوهام والخزعبلات والاباطيل ومتمسكون بذات الرجال حتى لو تجاوزت اعمارهم التسعين عاماً كجدهم صديق يوسف ، وبذات اللغة.. الم يطالب زعيمهم صديق يوسف قبل ذكرى الثلاثين من يونيو بحسم وردع كل من ينادي بغير ما ينادي به حزبهم الشيوعي ؟! هل صدقتم شعارات الثورة التي اختطفوها وداسوها بالاقدام .. هل صدقتم انهم يؤمنون بالحرية والسلام والعدالة؟!
الم يقل قائلهم إن معركتنا مع الكيزان صفرية : إما ان نسحقهم او يسوقوننا نحو المقصلة؟!
هذا ما حدث بعد ذلك بالضبط فقد انقضت شرطة ازالة التمكين ، بقيادة تابعهم مناع الخير في اليوم السابق لذكرى الثلاثين من يونيو ، على بعض شباب المعارضة ممن اعلنوا الخروج احتجاجاً على فشل حكومة حمدوك ، فاعملت فيهم سيفها ، اعتقالاً ومصادرة للمواد الاعلامية التي اعدوها للصدع برأيهم ثم توالت الاعتقالات حتى اليوم وحتى الغد وتحول السودان الى سجن كبير تحصى فيه الانفاس وترصد الاجتماعات وتداهم الدور بحثاً عن اي شبهة لاي اجتماع والبرهان الذي سلمهم السلطة صامت لا ينبس ببنت شفة!!!
يحدث ذلك بالرغم من أن وثيقتهم الدستورية تنص على
الآتي :
(تتعهد الدولة بحماية وتعزيز الحقوق المضمنة في هذه الوثيقة وكفالتها للجميع دون تمييز بسبب العرق او اللون او النوع او اللغة او الدين او الرأي السياسي او الوضع الاجتماعي او غير ذلك من الاسباب)
ولكن هل نصمت ونستكين ونرضى بالاستعباد والاستعمار ونلبس الطرح ونزغرد لهؤلاء الاوباش ام نقول لا ؟!
لا والله.. لا والله .. نموت اعزة قبل ان نسمح باذلالنا وقهرنا وسرقة بلدنا وانتهاك ديننا وشريعتنا.
صحيفة الانتباهة