أعاد احتجاج لمئات الشباب السودانيين الثلاثاء الماضي أمام سفارة الإمارات في الخرطوم ملف شركة “بلاك شيلد” (Black Shield) إلى الواجهة، وهي التي وظفت أكثر من 270 سودانيا للعمل في الحراسة الخاصة في منشآت في دولة الإمارات، ولكن الشركة دربتهم عسكريا بغرض نقلهم للقتال في اليمن وليبيا.
وطالب المحتجون الشركة المسجلة في الإمارات بالاعتذار للشعب السوداني عما قالوا إنها خديعة تعرضوا لها من قبلها بإرسالهم للقتال في ليبيا.
وينضاف ملف شركة “بلاك شيلد” للخدمات الأمنية إلى شركات أخرى استعانت بها أبو ظبي للتدخل عسكريا في الحرب الدائرة في اليمن وليبيا، وذلك عن طريق تجنيد مرتزقة للقتال إلى جانب القوى التي تدعمها الإمارات في البلدين.
بداية القضية
وانكشف ملف شركة “بلاك شيلد” في أوائل العام الجاري عقب تنظيم أسر الشباب الذين ذهبوا للإمارات عبر الشركة وقفة احتجاجية أمام سفارة الإمارات في العاصمة السودانية، وذلك بعدما تعرض الشباب للخداع بعد أن وعدوا بالعمل حراسا خاصين في الدولة الخليجية، ولكنهم فوجئوا بتدريبهم عسكريا من أجل إرسالهم إلى ليبيا واليمن، فرفضوا العمل مرتزقة وطالبوا بالعودة.
وتقول أسر الشباب السودانيين إن أخبار ذويهم انقطعت، وقد نجحت العديد من الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها الأسر عقب انكشاف الأمر في إعادة الشباب إلى ديارهم، وأثارت القضية غضب الكثيرين داخل السودان.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الشركة الإماراتية أحضرت شبابا سودانيين إلى دبي عام 2019، ثم أدخلتهم إلى معسكر للتدريب العسكري لمدة ثلاثة أشهر على وعود بنشرهم في منشآت نفطية داخل الإمارات حراسا أمنيين، لكن الشركة أرغمتهم قسرا على الذهاب للقتال في ليبيا واليمن.
وتفيد تقارير إعلامية غربية بأن شركة “بلاك شيلد” جنّدت ما لا يقل عن 3000 سوداني عن طريق مكاتب سفر سودانية أو وسطاء يعملون لصالحها.
قضايا سابقة
وقبل بضع سنين، سلط الإعلام الغربي الضوء على استعانة سلطات الإمارات بشركة أمن خاصة غربية لتجنيد مرتزقة من دول عديدة للقتال في اليمن، إذ كشف موقع “بزفيد” الأميركي الإخباري في أكتوبر/تشرين الثاني 2018 أن الإمارات موّلت برنامجا لاغتيال ساسة وأئمة في اليمن، وخاصة قيادات في حزب التجمع الوطني للإصلاح، مستخدمة مرتزقة أميركيين ضمن شركة يديرها إسرائيلي.
وقال الموقع الأميركي إن شركة “سبير أوبريشين” الأميركية التي تعاقدت معها الإمارات عام 2015 أسسها الإسرائيلي المجري أبراهام غولان، وهي بدورها استأجرت مرتزقة أميركيين كانوا يعملون في أجهزة عسكرية أميركية مختلفة.
وبحسب الجزيرة نت، أشار الموقع إلى أن الصفقة التي جلبت المرتزقة الأميركيين إلى شوارع عدن، تم ترتيبها على وجبة غداء بأبو ظبي في مطعم إيطالي بنادي الضباط في قاعدة عسكرية إماراتية بحضور إسحاق غيلمور -الجندي السابق في البحرية الأميركية- والقيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان المستقر حاليا في الإمارات.
الخرطوم(كوش نيوز)