غير مصنف 2

راكوبة واتشعلت؟.. بقلم عبد اللطيف البوني

السودان اليوم:
(1)
تقول الطرفة أن أحدهم كان من (المجلين) لشهر رمضان منذ تكليفه إلى ان تزوج وأنجب فأصبح من العيب ان يأكل مع أطفاله فقرر الصوم ولكن صغارة نفسه جعلته يحوم حولهم وهم يأكلون ثم يجلس معهم ويوجههم (انت أكل بايدك دي، انتي أكلي من قدامك، لقمتك دي كبيرة، العضم دا خليه في الآخر…) وفي النهاية غلبته نفسه وأدخل يده توووش قائلا (حرم يا مرة رمضان دا لا بنقدر ولا حاجة). لعل هذا هو حال حزب المؤتمر السوداني الذي أصدر بيانا قبل يومين قرر فيه المشاركة في حكم الفترة الانتقالية على كافة المستويات بعد أن كان يرى كآخرين بان يكون حكم الفترة الانتقالية قائما على الكفاءات الوطنية المستقلة وكان مكتفيا بدور التوجيه والمراقبة لدرجة المعارضة السافرة في بعض المواقف.
(2)
لعل القرار الجماعي الذي كان متخذا بأن تمتنع الأحزاب المنضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير (قحت) من المشاركة في حكومة الانتقال كان عقلانيا ومنطقيا وموضوعيا لعدة أسباب من أهمها ان أوجب واجبات الحكومة الانتقالية هو إجراء الانتخابات وتسليم الحكم للحكومة المنتخبة، بالتالي يفترض في هكذا حكومة أن تكون محايدة في العمليات الانتخابية من قانون انتخابات وتقسيم دوائر وترشيح وطعون وإجراء الاقتراع وفرز الأصوات وإعلان النتائج، وهذا يعني ألا يكون هناك شيء مفصل على هوية سياسية معينة، وهذا يتطلب ان تكون هذه الحكومة محايدة وغير معنية بنتيجة الانتخابات، لهذا تقرر أن يكون كل أعضاء الحكومة محرومين من المشاركة في الحكومة المنتخبة القادمة. ثم ثانيا مجرد وجود الأحزاب في الحكومة يستدعي أن تكون الأحزاب خارجها في المعارضة والفترة الانتقالية دوما فترة مهام محددة لا تحتمل المعارضة. ثالثا أحزاب قحت ظلت بعيدة عن قواعدها لثلاثة عقود لذلك كان الرأي أن تستغل الفترة الانتقالية لتقوم ببناء وترميم نفسها ووضع برامجها، فالحكومة الحزبية الناجحة تحتاج لأحزاب جيدة البناء كل هذا اضافة إلى أن البلاد تعج بالكفاءات الوطنية السياسية التي كان يمكن ان تقوم بإدارة الفترة الانتقالية على الوجه المطلوب.
(3)
حزب المؤتمر السوداني كان له سهم كبير في عملية الثورة إذ كان من المعارضين للنظام السابق من (قولة تيت) وكان من المشاركين للمعارضة بكافة أشكالها بما فيها معارضة الشارع وأخيرا كان من المنظمين ليوميات ثورة ديسمبر المجيدة. ومن المرتبين لفترة الانتقال (مولاي الشعب الأسمر) ودفع قادته ثمن هذا النضال سجنا ومطاردة وتغريبا، والأهم أنه التزم بقرار عدم المشاركة في الحكومة الانتقالية، لكن للأسف الآخرين لم يلتزموا إذ خانوا العهد فتسربوا وحاصصوا وليتهم اكتفوا بالمشاركة الدستورية في الحكومة والمجلس السيادي فقد دخلوا في الخدمة المدنية بتقيلهم فتعدوا منصب الوكيل الى مديري الإدارات؛ أي ساروا على نفس درب الإنقاذ (الخالق الناطق) علما أن إصلاح الخدمة المدنية كان من واجبات الحكومة الانتقالية، ثم جاءت ساعة اختيار ولاة الولايات وهنا كشرت المحاصصة عن أنيابها ودخل حزب المؤتمر مع الجماعة (ولايتي ولايتك) و(العندي أنا ما بدي) فجاء بيانه الأخير لتقرير واقع. وأصبحنا الآن في انتظار تعديل الوثيقة الدستورية والتي أصبحت جبة درويش وذلك بالسماح للمشاركين في الفترة الانتقالية خوض الانتخابات القادمة ودقي يا مزيكا..
على العموم نتمنى على حزب المؤتمر وهو عندنا حزب واعد ألا يكون دخوله بنية (أكان راكوبة أبوك اتشعلت…) بل إنه رام الإصلاح.

The post راكوبة واتشعلت؟.. بقلم عبد اللطيف البوني appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى