* نتيحُ مساحة هذه الزاوية اليوم
– على غير العادة – لقلم الزميل الأستاذ حيدر محمد علي صاحب باب “شخصيات عطرت تاريخنا” بأخيرة “آخر لحظة”.. ذلك لأنه كانت لدينا وجهة نظر عبرنا عنها هنا ، و شاركنا في ذلك كثيرون، أن لا ضرورة لتلك المليونية التي يمكن نيل مبتغاها ورفع مطالبها من دون تجشم جهد و تبعات اللجوء للشارع.
* غير أن قطاعات واسعة من جمهور لجان المقاومة الثورية و دوائر حكومية رأت صوابية الخروج – وهذا حقها و مناط تقديرها- برغم ما يكتنف تلك الحشودات من مخاوف الانتشار الوبائي لجائحة كورونا، و مخاطر الاختراق الإخواني لصناعة الفتنة و الانفلات ، تمهيداً لهجمة مضادة من أجل العودة، أو على الأقل لخلق فوضى تضرب الاستقرار و تعرقل بلوغ الثورة المجيدة أهدافها.. وهذا ما تحسبت له الحكومة بشكل جيد، و فوتت على سدنة النظام المخلوع فرصة تنفيذه، بمداهمات استباقية لأوكار تخطيطهم و بالانتشار الأمني الكثيف و المُحْكم.. أما مخاوف انتشار الوباء فلا تزال نتائجها هناك في علم الغيب، و نسأله تعالى اللطف والسلامة.
# كتب حيدر ما يلي.. ننشره مع قليل تصرف يقتضيه سياق الانتقال من الكتابة الاسفيرية إلى أساليب الصحافة:
* “أحصى المتابعون أربع رسائل “نجلاء” أصابتها مسيرات الأمس التأريخية وهي كالآتي:
* الأولى لرئيس الوزراء: نحن سندك وعضدك.. لكننا لم ولن نكتب لك أبداً شيكاً على بياض..فاعمل د. حمدوك- وفقك الله – جاهداً لتحقيق أهداف الثورة كاملةً، من دون تردد.
* الثانية للمكون العسكري وتقول: الثورة محروسة بشبابها وشعبها بطول البلاد و عرضها.. ولن يهنأ بعدئذٍ انقلابيٌ أو مغامرٌ بخطفها أو حرفها عن مسارها، كما لن يكون بالإمكان عرقلة عمل الحكومة الانتقالية .. الآن اصعدوا على مركب التغيير والفعل الإيجابي لمصلحة الوطن وتجردوا لخدمة الشعب.
* الثالثة موجهة للكيزان و النشطاء”المواهيم” الذين ظلوا يشعلون الأسافير لأشهر و يدّعون أن الشعب السوداني انفض من حول ثورته وندم على خلعه “كبير اللصوص والأربعين ألف حرامي” : أن انزووا واخرسوا، واحذروا غضبة الحليم.
* أما الرسالة الرابعة – التي لم ينتبه لها كثيرون – فكانت إلى الولايات المتحدة الامريكية واتباعها.. فقد استبقت السفارة الامريكية المسيرة ببيان تأييد، مطالبةً الحكومة بحمايتها، و برغم إيجابيته، فهو مثل خرقاً للأعراف الدبلوماسية.. بعد أن درجت علي ذلك طبعاً إبان حكم المخلوع، حين استباحت الوطن مخابرات الدول الأجنبية، وباتت حكومته الضعيفة تتجاذبها دويلات تقل مساحاتها عن رقعة أمبدة..
رسالة جماهيرنا تقول: إن هذه الحكومة هي حكومة الشعب .. فسارعوا إِلى رفع اسم البلاد من قائمة الإرهاب، التي أقحمته فيها جرائم النظام الفاسد البائد ومغامراته..وعلى واشنطن أن تتعامل منذ اليوم و مسقبلاً على أن هذه حكومة”شعب السودان” وليست حكومةً “للعسكر” .
صحيفة أخر لحظة