أفادت مصادر مطلعة أن حكومة ولاية الخرطوم شرعت فعليًا في خطوات ميدانية لإعادة تخطيط مناطق سكنية أُزيلت مؤخرًا جنوب الحزام، مع توجيهات صارمة بتسليم المستحقين أراضيهم وفق الخرط المعتمدة، في تحرك وُصف بأنه الأوسع منذ سنوات لمعالجة ملف العشوائيات بصورة جذرية.
وبحسب معلومات حصل عليها ” الراي السوداني”، وجّه والي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة بتكوين لجان عمل ميدانية تضم مصلحة الأراضي ومصلحة المساحة، بهدف تسريع الإجراءات الفنية الخاصة بتسوية وتوزيع الأراضي السكنية بمربعات الأندلس وقلب الأسد ومانديلا، مع الالتزام الكامل بالشهادات القانونية وحفظ الحقوق دون استثناء.
وأكد الوالي، خلال جولة ميدانية بمحلية جبل أولياء، ضرورة إكمال ملفات المواطنين الذين لديهم استحقاقات سابقة، مشددًا على أن أي مواطن يحمل شهادة بحث سيتم تمليكه وفق التخطيط المجاز، في إطار سياسة تهدف إلى فرض هيبة التخطيط العمراني ومنع عودة المخالفات.
ووفق معلومات رسمية، كشفت الزيارة عن توجه حكومي لإنشاء ما أُطلق عليه «مدن الكرامة» بعدد من محليات الولاية، لتوفير سكن جاهز لأسر الشهداء والمواطنين المتأثرين بإزالة السكن العشوائي، ضمن خطة استراتيجية تستهدف القضاء على العشوائيات وتحقيق تنمية حضرية متوازنة.
وخلال اللقاءات المباشرة، استمع والي الخرطوم إلى شكاوى مواطنين تمت إزالة مساكنهم، حيث طالبوا بسكن بديل عاجل لإيواء أسرهم، مع تأكيدهم دعم خطط الدولة لتنظيم السكن، شرط ضمان العدالة والبدائل الواقعية.
وأوضح الوالي أن السكن العشوائي بات يشكل مهددًا أمنيًا واجتماعيًا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الظواهر السالبة تنطلق من مناطق غير مخططة، وأن التخطيط السليم يمثل مدخلًا لحفظ كرامة المواطن وتعزيز الاستقرار.
وفي سياق متصل، تفقد الوالي عددًا من المرافق الخدمية بحي النصر، حيث وقف ميدانيًا على احتياجات التعليم والصحة والمياه، متعهدًا – وفق ما أظهرته مقاطع مصورة – بالعمل مع محلية جبل أولياء لاستكمال مشروعات آبار المياه، والمؤسسات التعليمية والصحية، والمجمعات التجارية، بما ينعكس مباشرة على تحسين مستوى المعيشة.
ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه ملف الأراضي والسكن اهتمامًا متزايدًا، وسط ترقب شعبي لمدى تنفيذ التعهدات على الأرض، وتحولها من قرارات إلى واقع ملموس.
