أفادت مصادر مطلعة أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أقر لأول مرة بوقوع “تجاوزات ميدانية” ارتكبها عناصر من قواته أثناء سيطرتهم على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، معلنًا تشكيل لجان تحقيق عسكرية وقانونية وصلت فعليًا إلى المدينة لبدء عملها.
وقال دقلو، في خطاب مصوّر بثّ عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن قواته “لاحظت حدوث مخالفات محدودة”، مؤكدًا أن أي جندي أو ضابط يثبت تورطه “سيُحاكم علنًا وبشكل فوري”. وأوضح أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعٍ لـ“تصحيح المسار” وتحقيق العدالة داخل المؤسسة العسكرية.
وفق معلومات حصل عليها” الراي السوداني” فإن لجان التحقيق تضم ضباطًا قانونيين وخبراء أمنيين مكلفين بجمع الأدلة حول الانتهاكات التي طالت مدنيين ومرافق حيوية، من بينها المستشفيات والأسواق، في ظل اتهامات واسعة لقوات الدعم السريع بارتكاب فظائع في المدينة.
وأشار حميدتي إلى أنه أصدر أوامر مباشرة لقواته بالانسحاب من أحياء الفاشر، مشترطًا “تطهير المدينة من الألغام وتأمينها بالكامل” قبل مغادرتها، على أن تتولى الشرطة الفيدرالية مهمة حفظ الأمن لاحقًا.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن الشرطة الفيدرالية، التي أنشأها نائب قائد الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، تضم عناصر سابقة في الأجهزة النظامية وتنتشر حاليًا في عدد من المدن الخاضعة لسيطرة القوات.
في السياق السياسي، كشف دقلو عن “تفاوض سري” مع الجيش السوداني، واعتبر مشاركة وزير الخارجية في حكومة بورتسودان “شكلية”، مجددًا مطالبته بإعادة بناء جيش جديد تحت قيادة مدنية لتحقيق تحول ديمقراطي كامل، وإنهاء دوامة الانقلابات العسكرية في السودان.
ويأتي هذا التحرك بعد فشل تعهدات سابقة لحميدتي في ولايتي الجزيرة ودارفور بتحسين الوضع الإنساني، رغم إعلاناته عن تشكيل “قوة لحماية المدنيين” وإصدار أوامر استثنائية لتسهيل إيصال المساعدات، دون نتائج ملموسة على الأرض.







