أفادت مصادر عسكرية مطّلعة بتنفيذ عملية إسقاط جوي “نوعية ودقيقة” نفذتها طائرات تابعة للجيش السوداني فجر اليوم الثلاثاء في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في خطوة اعتُبرت تحولًا لافتًا في سير المواجهات العسكرية هناك، وسط حصار خانق ومحاولات متكررة لقطع الإمداد.
ووفق معلومات حصرية حصل عليها ” الراي السوداني” ، فقد جرى تنفيذ العملية بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة، حيث شملت الإمدادات المُسقطة جواً أسلحة خفيفة ومتوسطة وذخائر ومعدات طبية ومواد لوجستية وغذائية، تم إيصالها بنجاح إلى الوحدات المتمركزة داخل المدينة التي تواجه هجمات متواصلة من قبل قوات التمرد.
وأكدت المصادر أن الطائرات العسكرية واجهت ظروفًا ميدانية بالغة التعقيد، من بينها تهديدات مباشرة من المليشيا المسلحة على خطوط الطيران والإمداد، لكن الكفاءة الجوية العالية والجاهزية العملياتية ساهمتا في إنجاح العملية دون خسائر تُذكر.
وتُعد هذه الخطوة تصعيدًا محسوبًا يُظهر استمرارية الدعم اللوجستي لقوات الجيش داخل الفاشر، رغم المحاولات المستمرة لعزل المدينة ميدانيًا. كما يأتي هذا التطور بعد 48 ساعة فقط من إفشال الهجوم رقم 251 الذي شنّته المليشيا، والذي أسفر عن خسائر كبيرة في صفوفها، بحسب إفادات ميدانية.
أظهرت مقاطع مصورة تم تداولها عبر قنوات موثوقة لحظة الإنزال الجوي وأماكن توزيع الإمدادات على المواقع العسكرية داخل المدينة، في رسالة تؤكد الجاهزية الكاملة للقوات المشتركة في صد أي هجوم محتمل.
التحركات الجوية الأخيرة تُعتبر مؤشرًا على تحول استراتيجي في تكتيكات الجيش السوداني، في ظل تعقيدات المشهد الأمني بدارفور، وتزايد الحديث عن عملية حسم وشيكة مدعومة بقدرات لوجستية متطورة ودعم استخباراتي مباشر.
