عالمية

مصر تبني أعقد شبكة دفاع جوي متعددة المصادر

تواصل مصر مساعيها لتطوير قدراتها الدفاعية من خلال بناء واحدة من أكثر شبكات الدفاع الجوي تعقيدًا في المنطقة، حيث تنوعت منظوماتها ما بين الشرقية والغربية.

ففي أغسطس الماضي، تقدمت القاهرة بطلب رسمي إلى الولايات المتحدة لشراء منظومة الدفاع الجوي المتوسطة المدى NASAMS بقيمة 4.67 مليار دولار، لتكون أول صفقة دفاع جوي ضخمة مع واشنطن منذ نحو 15 عامًا. الصفقة تتضمن رادارات AN/MPQ-64F1 Sentinel ومئات صواريخ AIM-120، التي طالما سعت مصر للحصول عليها لتسليح مقاتلاتها من طراز F-16، إلا أن واشنطن امتنعت سابقًا عن تزويدها بها.

وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير عن حصول القاهرة على منظومات صينية من طراز HQ-9B، إلى جانب المنظومة الألمانية IRIS-T SL، ما يعكس نهجًا استراتيجيًا يقوم على التنويع وتوزيع مصادر التسلح. تاريخيًا، اقتنت مصر أنظمة أمريكية مثل “أفنجر” و”I-HAWK”، لكنها لم تحصل على باتريوت PAC-3 بسبب تحفظات أمريكية-إسرائيلية، بينما عززت تعاونها مع موسكو باستلام منظومات S-300VM إلى جانب منظومات قصيرة ومتوسطة المدى.

اليوم، تمتلك مصر مزيجًا متكاملًا يشمل “شابرال” الأمريكي، “كروتال” الفرنسي، “سكاي جارد عمون” المطور محليًا، إضافة إلى منظومات “صقر” المزودة بصواريخ IRIS-T.

وتعتمد هذه الشبكة على رادارات متعددة المصادر من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، تعمل ضمن نظام قيادة وسيطرة موحد.

كما دعمت قدراتها الجوية بطائرات الإنذار المبكر الصينية KJ-500. ومع تداول أنباء عن تعاون مصري-صيني في أنظمة الليزر، تبقى هذه الأخبار غير مؤكدة رسميًا.

بهذا التنوع، بنت مصر شبكة دفاع جوي تغطي مختلف طبقات الأجواء، قادرة على مواجهة التهديدات المعقدة من طائرات شبحية وصواريخ باليستية ومسيرات، مما يعزز مكانتها كقوة إقليمية قادرة على موازنة علاقاتها مع واشنطن وبكين وموسكو.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

عبدالمحمود نورالدائم

عبدالمحمود نورالدائم – كاتب ومحلل اقتصادي واجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى