
أفادت مصادر مطلعة أن زيارة رئيس وزراء السودان الدكتور كامل الطيب إدريس إلى العاصمة السعودية الرياض انتهت دون عقد أي اجتماع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تطور غير مسبوق أثار تساؤلات حادة حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين. غياب اللقاء الرفيع، الذي كان متوقعًا على نطاق واسع، أُرفق بمراسم وداع تقليدية في مطار الملك خالد، مما زاد من غموض أجواء الزيارة التي يُنتظر أن يكشف بيان رسمي مرتقب تفاصيلها.
ربما يجري إعداد بيان توضيحي من مكتب رئيس الوزراء السوداني لتفنيد الملابسات المحيطة بالزيارة، وسط تزايد الضغوط السياسية والإعلامية، خاصة بعد تداول أنباء غير مؤكدة عن احتمالات صحية قد تكون أثّرت على أجندة اللقاءات المخطط لها في الرياض.
أظهرت مقاطع مصورة لحظة مغادرة إدريس للمطار، حيث كان في وداعه نائب أمير الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن، إضافة إلى سفير السودان بالمملكة ووكيل المراسم الملكية، وهو ما عُدّ من قبل مراقبين دبلوماسيين دلالة على غياب الاستقبال الرسمي رفيع المستوى، مما يضع علامات استفهام على درجة التنسيق السياسي بين الطرفين في هذه المرحلة الدقيقة.
وقد تسببت الزيارة في جدل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها ناشطون بأنها “إخفاق دبلوماسي” و”إشارة غير مريحة”، فيما رجّح محللون أن يكون الأمر انعكاسًا لتباين المواقف بشأن ملفات إقليمية حساسة، أو لمتغيرات داخلية تعصف بالمشهد السوداني.
تكهنات أخرى ربطت بين ضعف البروتوكول ومخاوف صحية تحيط برئيس الوزراء، وهو ما تضاربت حوله الروايات، بانتظار توضيحات رسمية. ويُذكر أن كامل إدريس عاد إلى مدينة بورتسودان صباح الخميس، دون الإدلاء بأي تصريحات، بينما تتجه الأنظار إلى موقف حكومته في معالجة ما اعتُبر “إرباكًا دبلوماسيًا” غير مبرر.
يأتي ذلك في وقت يعاني فيه السودان من تحديات اقتصادية وأمنية متصاعدة، ويعتمد بشكل كبير على دعم إقليمي، لا سيما من المملكة العربية السعودية، التي تُعد شريكًا استراتيجيًا في ملفات الطاقة والاستثمار وإعادة الإعمار.
البيان المنتظر من مكتب إدريس قد يحمل مفاتيح لفهم ما جرى خلف الكواليس، ويُنظر إليه كفرصة لإعادة ضبط العلاقات الثنائية التي تمر بمرحلة حرجة.









