قال خالد عمر يوسف، المعروف بـ”خالد سلك” والقيادي في تحالف صمود، إن هناك فرصة كبيرة لتحقيق السلام في السودان ينبغي على السودانيين اغتنامها، محذراً من السماح للمنتفعين من استمرار الحرب بتفويتها أو إطالة أمد الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد.
وأشار إلى أن التحركات الأخيرة لإدارة الرئيس ترامب، والتي أولت أولوية خاصة لوقف القتال في السودان، تمثل فرصة مهمة، خاصة مع سعيها لبناء تنسيق دولي يضم دولاً مؤثرة إقليمياً ودولياً. هذا الحراك، بحسب خالد، من شأنه توحيد الضغوط لإنهاء الصراع، وخلق دعم حقيقي لجهود إعادة إعمار وتأهيل ما دمرته الحرب. ومع ذلك، شدد على أن العامل الخارجي وحده لا يكفي، فالسلام العادل والمستدام لن يتحقق إلا بإرادة السودانيين أنفسهم.
وأوضح أن هناك أصواتاً متعقلة بدأت تبرز وسط مؤيدي أطراف الصراع المختلفة، تدعو إلى وقف القتال والاقتتال العبثي. واعتبر أن هذا التحول الإيجابي، إلى جانب موقف القوى المدنية الديمقراطية غير المنحازة، وتطلعات أغلبية السودانيين المنهكين من الحرب والتشرد، يمكن أن يشكل قاعدة اجتماعية واسعة قادرة على ترسيخ الاستقرار ودعم مسار السلام.
وفي المقابل، حذر من أن بعض عناصر النظام السابق شرعت في حملة تعبئة مناوئة لجهود وقف الحرب، مستغلين حالة الفوضى لتعزيز مكاسبهم من المال والسلاح والسلطة على حساب الوطن الجريح. واعتبر أن هذه القوى لا تسعى سوى إلى استمرار الدمار، ما يحتم مواجهتها ومنعها من عرقلة مساعي السلام.
وأكد أن التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار والاتفاق على ترتيبات سلام دائم هو السبيل الأسرع لوقف القتل اليومي والقصف والدمار، ويمثل المدخل الأساسي لعودة المواطنين إلى مناطقهم، وتوفير الأمن والاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء. فبدون استقرار، لا يمكن تعبئة الموارد لإعادة الإعمار، خاصة أن الموارد المحلية نُهبت أو استنزفت في التسليح، كما أن أي استثمار خارجي سيتردد في دخول بيئة غير آمنة ومضطربة.
واختتم بدعوة شاملة لتوحيد الجهود في هذا الظرف الحاسم، من أجل إنهاء الحرب فوراً، مشدداً على أن الاتفاق على وقفها لا يتطلب بالضرورة الاتفاق على تفسيرها أو الموقف من أطرافها، بل يكفي الالتقاء حول ضرورة إنهائها فوراً، وجعل الحوار وسيلة لحل الخلافات بدلاً من القتال وسفك الدماء.
