اخبار السودان

إنتاج السودان من الذهب يتجاوز 37 طناً في النصف الأول من 2025

تابعنا على واتساب

بورتسودان – الراي السوداني
في مؤشر إيجابي على تعافي قطاع التعدين بعد الحرب، أعلن المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، محمد طاهر عمر، أن إنتاج السودان من الذهب تجاوز 37 طناً خلال النصف الأول من العام الجاري، مسجلاً ارتفاعاً ملموساً مقارنة بالأعوام الماضية.

وقال عمر في لقاء مع مجموعة من الصحفيين الخميس، إن إجمالي إنتاج الذهب خلال الأشهر الستة الأولى من 2025 بلغ 37,235 طناً، جاء معظمها من ولايات نهر النيل، الشمالية، والبحر الأحمر، حيث تظل هذه الولايات الأبرز في الإنتاج. وتصدر السودان خلال العام الماضي 64 طناً من الذهب.

وأفاد المدير العام أن عدد العاملين في قطاع التعدين التقليدي وصل إلى نحو 4 ملايين شخص، مقارنة بنحو مليونين قبل اندلاع الحرب، معتبراً أن الحرب أدت إلى توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية الرسمية وغير الرسمية، ما دفع عدداً كبيراً من القوى العاملة إلى اللجوء إلى التعدين كمصدر للرزق.

كما لفت إلى دخول رؤوس أموال جديدة إلى هذا القطاع نتيجة تعطّل الاستثمارات في مجالات أخرى خلال فترة النزاع.

تراجع الولايات المنتجة والتحديات الأمنية

وأشار عمر إلى أن المساحة الجغرافية المتاحة للتعدين تقلصت إلى 6 ولايات فقط، مقارنة بـ14 ولاية قبل الحرب، مع توقع دخول ولاية جنوب كردفان قريباً إلى قائمة الولايات المنتجة.

وأضاف أن الشركة السودانية للموارد المعدنية افتتحت مؤخراً مكاتبها في جنوب كردفان، ما رفع عدد الولايات المنتجة إلى 7.

وأوضح أن عدد شركات التعدين المسجلة يبلغ 162 شركة، منها 40 شركة أجنبية، لكن 30 شركة فقط تمارس الإنتاج فعلياً، في حين أن عدد الشركات في قطاع التعدين الصغير يبلغ 220 شركة مسجلة، مع إنتاج فعلي لا يتجاوز 70 شركة.

ولفت إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الشركة هي تهريب الذهب والتعديات من المعدنين التقليديين على مناطق امتياز الشركات، مؤكداً اتخاذ إجراءات لإلغاء رخص الشركات غير الملتزمة بعقودها مع الحكومة.

وكشف عمر أن حوالي 48% من الذهب المنتج في 2024 يتم تهريبه، بينما يتم تصدير 52% فقط عبر القنوات الرسمية، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام ضبط هذا القطاع الحيوي.

مراقبة حديثة وتحول نحو التعدين المنظم

أكد المدير العام أن الشرطة السودانية ستبدأ في الربع الأخير من العام الجاري بتطبيق نظام إلكتروني متطور لمراقبة مواقع الإنتاج عبر الأقمار الصناعية، بهدف ضبط الإنتاج، مكافحة التهريب، والتقليل من الأضرار البيئية الناجمة عن الاستخدام غير المنظم للمواد الكيميائية.

حُرية التصدير ومبادرات لشراء الذهب

رداً على الاتهامات الموجهة لبعض الدول بدعمها عسكرياً لقوات الدعم السريع عبر استيراد الذهب من السودان، قال عمر إن الذهب ملك للقطاع الخاص المنتج والمصدر، والشركة لا تتدخل في وجهات التصدير التي يختارها المنتجون.

وأشار إلى أن الشركة قدمت مبادرة تتيح للدولة شراء الذهب مباشرة من المنتجين، لكنها لم تحقق تقدماً ملموساً حتى الآن، داعياً المواطنين إلى التحلي بالصبر حتى تتمكن الحكومة من إيجاد بدائل وفتح أسواق جديدة لصادرات الذهب.

أوضاع الأمان والتوزيع الجغرافي

حول الصعوبات في مراقبة الإنتاج في ولايات إقليم دارفور وغرب وشمال كردفان وجنوب كردفان، أكد عمر أن الظروف الأمنية في هذه المناطق تعيق الرقابة وحصر الإنتاج بدقة، مضيفاً أن إنتاج البلاد من الذهب عام 2022 قبل اندلاع الحرب لم يتجاوز 43 طناً.

تراجع الإنتاج خلال السنوات الأخيرة

يُذكر أن إنتاج السودان من الذهب بلغ ذروته عام 2017 بمقدار 107 أطنان، ثم تراجع إلى 41.8 طناً في 2018، وبلغ أدنى مستوياته عام 2023 بعد اندلاع الحرب حيث انخفض إلى 6.4 أطنان.

وفي تقريره السنوي لعام 2022، أعلن بنك السودان المركزي أن الذهب تصدر قائمة صادرات السودان غير النفطية، بنسبة 46.3% من إجمالي صادرات البلاد، حيث بلغ قيمتها 2.02 مليار دولار من إجمالي 4.357 مليارات دولار.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى