اخبار السودان

المجلس الأعلى لـ الحج يضع النقاط على الحروف.. حقائق موسم 1446هـ كما هي

متابعات - الراي السوداني

تابعنا على واتساب

متابعات – الراي السوداني  –  في الوقت الذي كان فيه حجاج بيت الله الحرام ينعمون بالأمن والسكينة أثناء تأديتهم لمناسكهم في أول أيام التشريق بمشعر منى، حيث استعدوا لرمي الجمرات والتفويج إلى مكة المكرمة، ظهرت على بعض المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي معلومات مغلوطة وغير دقيقة، لا تعكس واقع الأداء الفعلي لبعثة الحج السودانية لهذا الموسم.

 

يؤكد المجلس الأعلى للحج والعمرة أن تنظيم موسم الحج في السودان يتم وفق خطة وطنية متكاملة أُجيزت من مجلس الوزراء وتخضع لإشراف مجلس السيادة الانتقالي، وبمشاركة فعالة من الوزارات والمؤسسات المختصة، إلى جانب حكومات الولايات والقطاع الخاص، وبالتنسيق الكامل مع الجهات السعودية ذات العلاقة. وتستند هذه الخطة إلى وثيقة تنظيم شؤون الحجاج السودانيين للعام 1446هـ، الموقعة مع وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، وهي الوثيقة التي تشكل المرجع الفني والقانوني المنظم لكافة أعمال الموسم.

 

 

إن إدارة موسم الحج تتم ضمن منظومة مؤسسية دقيقة تلتزم بكل الضوابط والأنظمة المعتمدة في المملكة العربية السعودية، التي بدورها تعتمد معايير عالمية رفيعة في مجالات السلامة، والصحة، والإعاشة، والإسكان، والنقل. وتتعامل البعثة السودانية مع هذه المنظومة بمهنية عالية، إدراكًا منها لقدسية هذه المهمة واعتبارها مسؤولية وطنية ودينية تتطلب أعلى درجات الالتزام والإخلاص.

 

 

ورغم التحديات الكبيرة التي واجهت البعثة نتيجة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد من حرب ونزوح وانقسام جغرافي ومجتمعي غير مسبوق، فقد تمكن المجلس من إنجاز الإجراءات الكاملة لـ (11,500) حاج من داخل السودان، إلى جانب (709) من السودانيين القادمين من الخارج، يمثلون (91) دولة حول العالم. ويُعد هذا الإنجاز دليلاً واضحًا على كفاءة الأداء وفعالية التنسيق في ظل بيئة مليئة بالتعقيدات اللوجستية والأمنية والتنظيمية.

 

 

وقد استغل البعض زيارة غير رسمية لبعض أفراد البعثة في المشاعر المقدسة للترويج لمزاعم لا تستند إلى وقائع حقيقية، حيث تم تداول معلومات غير دقيقة بشأن أوضاع السكن في منى، دون مراعاة للمعايير المعتمدة من وزارة الحج والعمرة السعودية، التي تقوم بتحديد المساحات المخصصة لكل حاج داخل مشعر منى وفق ضوابط فنية صارمة.

 

وتُمنح كل بعثة مساحة تقل عن متر مربع للحاج الواحد، وهو معيار موحد يُطبق على جميع الحجاج من مختلف الدول، حفاظًا على السلامة العامة وضمانًا لاستيعاب الأعداد الضخمة من الحجاج. وبالتالي، فإن تصوير الأمر على أنه تقصير من البعثة السودانية يُعد تجاهلاً للحقائق وافتقارًا للدقة والموضوعية.

 

وفيما يتعلق بخدمات الإعاشة، فإن المملكة العربية السعودية تمنح التراخيص الرسمية لشركات التغذية، وتقوم بعثات الحج، بما فيها السودانية، بالتعاقد مع هذه الشركات ضمن قوائم معتمدة تتضمن ثلاث وجبات يوميًا. وتخضع عمليات الإعداد والتوزيع لنظام عالمي صارم في مراقبة الجودة وسلامة الغذاء يُعرف بـ HACCP، وهو نظام معمول به دوليًا لضمان صحة وسلامة الحجاج، وقد أثبتت المملكة عبر سجلها التاريخي خبرة كبيرة في إدارة الإعاشة دون تسجيل أي أزمات غذائية تُذكر.

 

أما بخصوص نسك الهدي، فإن السودان ملتزم بالكامل بتنفيذه من خلال مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، وهو المشروع المعتمد شرعًا وتنظيمًا، وتُحتسب تكلفته ضمن باقة الخدمات التي تُقدم للحاج وتُسدد عبر المسار الإلكتروني السعودي بما يضمن الشفافية الكاملة. وقد تم تحديد سعر صك الهدي لهذا العام بـ (720) ريالاً سعوديًا. أما الحجاج المفردون الذين لا يلزمهم أداء النسك شرعًا، فيتم رد المبلغ إليهم وفق الإجراءات النظامية المتبعة.

 

وفيما يتعلق بالتكلفة الإجمالية للحج، فإنها تشمل جميع الخدمات التي تُقدم للحاج داخل المملكة، بدءًا من النقل والإسكان والإعاشة، ومرورًا بخدمات الطوافة والمشاعر، وانتهاءً بالخدمات الإلكترونية، وتُسدد كافة العقود المرتبطة بهذه الخدمات إلكترونيًا داخل نظام المسار. وبالمقارنة مع بعثات حج أخرى، فإن تكلفة الحج للسودانيين تُعد من بين الأقل على مستوى المنطقة.

 

وإذ يميّز المجلس الأعلى للحج والعمرة بين النقد البنّاء القائم على المعلومة الدقيقة والتقييم الموضوعي الذي يُسهم في التطوير وتحسين الأداء، فإنه في ذات الوقت يُدين الحملات الإعلامية الممنهجة التي تعتمد على مقاطع مجتزأة وأحداث فردية يُراد منها الإساءة وتشويه صورة البعثة والطعن في ذمم القائمين على خدمة ضيوف الرحمن، وهو أسلوب بعيد كل البعد عن المهنية والإنصاف.

 

ويُعرب المجلس عن تقديره العميق للمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعباً، لما تبذله سنوياً من جهود جبارة وإمكانات هائلة لتنظيم موسم الحج، والذي يُعد أعظم تجمع بشري منظم في العالم، ويُدار بكفاءة عالية شهدت بها المؤسسات الدولية المتخصصة. كما يؤكد المجلس التزامه الكامل بكافة الأنظمة والإجراءات المعمول بها داخل المملكة، ويعتبر الشراكة معها نموذجًا يحتذى في الإدارة والتنسيق.

 

ويضع المجلس الأعلى للحج والعمرة هذه الحقائق أمام الشعب السوداني الكريم تأكيدًا لالتزامه المطلق بخدمة الحجاج على النحو الذي يليق بقدسية هذه الفريضة، ويجدد التزامه بالشفافية والمحاسبة، حيث تخضع أعمال البعثة لرقابة دقيقة من مؤسسات الدولة، وتُرافقها فرق عدلية ورقابية ووحدات متخصصة لقياس الأداء، ويتم في ختام الموسم إعداد تقرير شامل ومدعوم بالوثائق الرسمية يُرفع إلى الجهات التنفيذية.

 

ويظل المجلس منفتحًا على كافة الآراء والملاحظات الموضوعية التي تسهم في تحسين التجربة وتطوير الخدمات المقدمة للحاج السوداني، كما يتوجه بالشكر والتقدير لأبناء الشعب السوداني على ثقتهم الغالية، ولكافة الشركاء في الداخل والخارج على تعاونهم، داعيًا الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يعيدهم إلى ديارهم سالمين غانمين، وأن يحفظ السودان وأهله، ويمن عليه بالسلام والاستقرار والازدهار.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

‫2 تعليقات

  1. كلام عمومي ومعمم ولا يمت لاواقع بأي صلة ولم تؤكد معلوماتكم اي جهة لا سعودية ولا سودانية . الغلط راكبكم راكبهم . الجقلبة ما بتنفع والواقع بشهد . دا في الدنيا اما في الاخرة فاستعدوا له بما فعلتم في ضيوف الرحمن

    1. على قولك الناس نزلت كم فيديو في كم يوم لسوء الخدمات وبرضوا بدل يقولوا نعمل مجلس محاسبة ونحاسب المقصرين ونعتذر للحجاج ونرد لهم جزء من القروش الدفعوها بون خدمة مقابلة جايين باسطوانات مشروخة من زمن البشير يعيدوا فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى