متابعات – الراي السوداني
عاشت مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للسودان، ليلة صاخبة مساء السبت بعد تصدي الجيش لهجمات بطائرات مسيرة باستخدام صواريخ مضادة للطائرات، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وبعد هدوء نسبي استمر لأكثر من أسبوع، عادت أصوات الانفجارات لتدوي مجددًا فوق المدينة، مع رصد تحليق مكثف للطائرات المسيّرة شمالًا وغربًا، في تصعيد أعاد إلى الأذهان الهجمات الأخيرة التي استهدفت مطار بورتسودان ومحطات الطاقة ومستودعات الوقود.
وكانت بورتسودان قد تحولت منذ اندلاع الحرب إلى شريان حيوي للبلاد، حيث تحتضن مقرات الوزارات ووكالات الأمم المتحدة ومئات الآلاف من النازحين. كما تمر عبرها غالبية المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 25 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
في المقابل، تتبع قوات الدعم السريع تكتيك الغارات بعيدة المدى عبر المسيّرات، محاولة استنزاف قدرات الجيش وتعطيل البنية التحتية، لاسيما في مناطق الشمال الشرقي حيث تسببت الهجمات الأخيرة بانقطاعات كهرباء واسعة وانهيار الخدمات، مما ساهم في تفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة المئات.
وفي سياق ميداني متصل، تمكن الجيش من استعادة منطقة أم صميمة بغرب الأُبيّض بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع التي كانت أعلنت في وقت سابق سيطرتها عليها. بينما يستمر الضغط العسكري في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش الكبرى في دارفور.
وتُطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل بورتسودان في ظل تصعيد الهجمات الجوية، وسط تحذيرات من أن استمرار استهداف البنية التحتية قد يُفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد التي تعيش منذ أبريل 2023 على وقع حرب طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع.