متابعات – الراي السوداني – تشهد منطقة شمال دارفور في السودان تصعيدًا عسكريًا كبيرًا، حيث انتشرت قوات الجيش السوداني مع قوة مشتركة من الحركات المسلحة بحشود عسكرية واسعة في محور الصحراء شمال شرق مدينة الفاشر، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور. يأتي هذا التصعيد ضمن مساعي الجيش لاستعادة السيطرة على مناطق تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، التي توسعت بشكل كبير في إقليم دارفور منذ بداية الصراع في مايو الماضي.
وبحسب مصادر عسكرية، أرسل الجيش السوداني تعزيزات عسكرية كبيرة إلى دارفور منذ أكتوبر الماضي، استعدادًا لتحركات عسكرية قادمة. تضمنت هذه التعزيزات ما يقارب 180 سيارة قتالية وعددًا من الجنود والآليات الثقيلة بهدف تعزيز وجوده في المناطق الاستراتيجية شمال دارفور. وتشير التقارير إلى أن بعض الوحدات العسكرية التابعة للجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة تتواجد في مناطق متفرقة خارج بلدة المالحة، حيث تتخذ مواقع ثابتة استعدادًا لهجمات برية.
ورغم تواجد قوات القوة المشتركة في المناطق الصحراوية، إلا أن شهود عيان من بلدة المالحة أكدوا عدم تواجد هذه القوات أو قوات الجيش داخل البلدة نفسها، حيث يقتصر وجودهم على التسوق وتأمين الاحتياجات الضرورية فقط. وأشار الشهود إلى أن المهام الأمنية والإدارية داخل البلدة تتم بإشراف الإدارة الأهلية، التي تدير شؤون المواطنين بالتنسيق مع قوات محلية من أبناء المنطقة بهدف الحفاظ على الأمن.
ومن جهة أخرى، تتواجد قوات تابعة لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور في منطقة جبل عيسى شمال شرق المالحة، مما يعزز تواجد الحركات المسلحة في شمال دارفور ويمثل تحديًا إضافيًا للجيش السوداني في محاولاته لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لنفوذ قوات الدعم السريع.
في مدينة الفاشر، تدور معارك مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تحاول الأخيرة السيطرة على الفاشر باعتبارها آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في دارفور. وقد سبق أن تمكنت قوات الدعم السريع من بسط سيطرتها على فرق الجيش في مدن أخرى كنيالا وزالنجي والجنينة والضعين، ما يزيد من تعقيد الوضع ويهدد بتمدد الصراع وتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في الإقليم.