لم أنشغل أبداً بهلاك أو عدم هلاك حميدتي طوال فترة غيابه الطويلة والمستغربة، وبالنسبة لي فإن حميدتي قد مات يوم أطلق طلقته الأولى على الجيش السوداني في 15 أبريل، ويوم فكر في السطو على السلطة بالقوة بالإتفاق مع بعض الجهات الخارجية وقوى الإتفاق الإطاري، وقد مات الموتة النهائية بعد أن قامت مليشياته ومرتزقته ولصوصه بقتل المواطنين العزل، ونهب الممتلكات، واعتقال واختطاف المدنيين، وإغتصاب الحرائر ، وتدمير الخرطوم، لقد فعل حميدتي وعصابته ما لا يمكن أن يفعله الشيطان الرجيم، فإن لم يمت حميدتي فقد مات وشبع موت.. – خرج حميدتي للشعب السوداني في مقطع فيديو قبل يومين ( سأفترض أنه ظهور حقيقي) بالرغم من كل الملاحظات الفنية الواضحة، فالجيش لم يقل أن حميدتي قُتل، ولسنا هنا بصدد قراءة أسباب غيابه الطويل، ولكن سنقرأ ظهوره وقوله، أولاً: أثبت حميدتي على نفسه تحمل كافة الفظائع والجرائم التي ارتكبتها مليشياته طالما أنه على قيد الحياة وأنه في أرض المعركة، ثانياً: تبرأ حميدتي من الجرائم التي أُرتكبت في حق السودانيين وقال أن المتفلتون والحرامية لا يتبعون له!! إذن لمن يتبعون ؟! وقد عايشهم الشعب السوداني وهم يمارسون فيه القتل والإذلال والإهانة والنهب والسلب جهاراً نهاراً!!، مضى حميدتي إلى الفزاعة القديمة وهو المُغيب عن المستجدات الداخلية والخارجية ليقول أنهم يحاربون الفلول!! ويذكر مولانا أحمد هارون بالإسم بأنه يرأس لجنة أمن ولايتي كسلا والقضارف!! وهو أمر مضحك، وهل تريد من أحمد هارون أن يهرب خارج السودان مثلما فعل القحاتة ومثلما فعل أخيك عبد الرحيم!! لا.. سيبقى أحمد هارون ومن معه هنا في بلاد السودان ومدنه حتى سحق التمرد وعودة الدولة والقانون ويعودوا للسجون والعدالة لتأخذ مجراها ،، لن يهرب أحد يا حميدتي !! سيقاتل الجميع من أجل الكرامة الوطنية حتى أخر مواطن سوداني حر، أو اخر جنجويدي أجنبي مرتزق .. – نقطة أخرى في حديث حميدتي وهي طلبه بتغيير قيادة الجيش للعودة للحوار والحل!! ومن أنت لتطلب ذلك!! وأنت الذي قلت أنك ستقبض على قائد الجيش وقياداته أو تقتلهم في ساعات، ولماذا تقول ذلك بعد أكثر من مئة يوم!! أنت لا تعرف مدى التفاف الشعب مع جيشه ضدكم .. لو كنت تعرف لما قلت ذلك أبداً !! انت لست في موضع من يضع الشروط، وعليك إكمال طريقك وفق خياران لا ثالث لهما إما قتل الشعب السوداني كله واستلام الحكم والبلد، أو تدميرك ومن معك للأبد، أنت ومن معك لم تتركوا خياراً ثالث، وسيكون السودان كله معسكرات مفتوحة للتدريب والتجهيز والقتال كما يحدث الآن للعيش بكرامة أو الموت بشرف.. أنا اتعامل مع حميدتي على أنه حي ولست منشغلا بذكاء اصطناعي أو غيره.. – في الجهة الأخرى تعيش قوى الإتفاق الإطاري من المجلس المركزي لقحت الجناح السياسي للمليشيا أسوأ أيامها فقد فشلت كل مساعيها في الوصول إلى السلطة، انهزم الإنقلاب وضاع تهديد ( الإطاري أو الحرب) (وتاني النشوف زول يجي حايم بجاي) من أقوال وتهديدات “جعفر سفارات” العظيمة.. وضاعت مساعي تحرك قحت في كمبالا ونيروبي وأديس ابابا الممولة والمرتبة بالكامل من المليشيا وعادوا يبحثون عن المخارج في القاهرة التي عابوها في فبراير الماضي بعد أن دعتهم لبحث الحل الممكن وقالوا قولتهم الشهيرة (الحل في الإطاري أو الحرب)، بل طار خالد سلك ومريم الصادق المهدي إلى أسيادهم في بروكسل لبحث الحل لدى الإتحاد الأوروبي وهم بين مكثهم في مقاهي القاهرة وتعاطي ( الشيشة) وتحرشات “عرمان” وبين الطيران حول العالم والعواصم واستخدام فزاعة الفلول المهترئة ومصطلح لا للحرب التافه، والمساواة بين جيش السودان ومليشيا المرتزقة ،والرد على الفريق أول ياسر العطا، ينتظرون السلطة والديمقراطية من حميدتي وإن اغتصب ودمر ونهب وسلب، وكأنهم يقولون يوم ظهوره البلاستيكي( طلع البدر علينا ) فتباً وسحقاً للقحاتة وعلى المليشيا ومن عاونهم.. والنصر قريب .. وقريب جداً.. محمد أبوزيد كروم