أفادت مصادر مطلعة لموقعنا بحدوث تقدم تقني نوعي في مطار الخرطوم الدولي، تمثل في إعادة تشغيل التيار الكهربائي بشكل كامل داخل مركز الملاحة الجوية، في خطوة فُسّرت على أنها مؤشر قوي على قرب استئناف الحركة الجوية بشكل تدريجي، بعد توقف طويل فرضته الحرب والأضرار الواسعة.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها ” الراي السوداني” فقد أُنجز هذا التطور بجهود هندسية دقيقة استغرقت أسابيع من العمل المتواصل في ظل ظروف أمنية وميدانية معقدة، شارك فيها مهندسون من سلطة الطيران المدني بالتنسيق مع فرق متخصصة من الشركة السودانية للكهرباء.
أظهرت مقاطع مصورة حديثة من داخل مبنى مركز الملاحة الجوية عودة النشاط الكهربائي بصورة منتظمة، وهو ما عدّه مراقبون إشارة واضحة إلى جاهزية البنية التحتية الجوية في العاصمة السودانية لمرحلة التشغيل الفعلي.
في السياق ذاته، أعلن الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة ورئيس اللجنة العليا لتهيئة الخرطوم، أن المطار أصبح مؤهلًا فنيًا لاستئناف الرحلات، مؤكدًا وجود تنسيق كامل بين سلطة الطيران المدني وشركة المطارات لضمان التشغيل الآمن وفق المعايير الدولية.
وتشهد صالات المطار في الوقت الراهن استقبال رحلات داخلية محدودة، فيما تتواصل التحضيرات لإطلاق التشغيل الكامل قريبًا، وسط تفاؤل داخل الأوساط الاقتصادية بعودة تدريجية للرحلات الدولية.
خبراء في قطاع النقل الجوي أشاروا إلى أن ما تحقق حتى الآن يمثل فقط البداية، مؤكدين أن تشغيل المطار بشكل شامل سيتطلب استكمال إصلاح المدارج، والرادارات، وأنظمة الاتصالات، بالإضافة إلى تجهيز صالات الركاب وخدمات الملاحة.
ويرى محللون أن استئناف النشاط في مطار الخرطوم لا يحمل فقط أبعادًا فنية، بل يندرج ضمن خطة استراتيجية لإعادة بناء الثقة في مؤسسات الدولة، وتحفيز عودة الأنشطة الاقتصادية والدبلوماسية والإنسانية للعاصمة، بما في ذلك تدفق المساعدات والإغاثة الدولية.
وأكدت جهات مختصة في البنية التحتية أن إعادة التيار الكهربائي بهذه السرعة هو إنجاز يُحسب للمؤسسات الوطنية، معتبرين أنه يمثل بداية فعلية لمرحلة إعادة الإعمار الشامل في السودان بعد أشهر من التوقف والانقطاع التام.
وبينما لا تزال تحديات إعادة التشغيل الكامل قائمة، إلا أن الإشارات المتاحة حاليًا تعزز فرضية قرب عودة الحركة الجوية، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعافي والنمو الاقتصادي في البلاد.
