في تطور خطير يُسلّط الضوء على واقع سوق الدواء في السودان، أفادت مصادر بضبط شبكة إجرامية تعمل في بيع وتخزين أدوية أساسية بطريقة غير قانونية، أبرزها “دربات البندول”، والتي جرى العثور عليها داخل ثلاجة مخصصة لتخزين البطاطس في أحد أحياء محلية كرري بأم درمان.
وفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني ” ، فإن الحملة الأمنية أسفرت عن حجز أكثر من 86 ألف درب بندول، كانت مخزنة داخل 8622 كرتونة بطريقة تخالف كل المعايير الصحية، مما يشير إلى محاولة واضحة لتمويه الجريمة وتسريع توزيعها عبر السوق السوداء، بعيداً عن أعين الجهات الرقابية وشركات التوزيع الرسمية.
وأظهرت مقاطع مصورة جانباً من المداهمة التي نُفذت بعد تحريات دقيقة استمرت لأسابيع، حيث استخدم المتورطون مخازن غير مرخصة وتلاعبوا بسلسلة التوريد الطبية في وقت يعيش فيه السودان أزمة صحية حادة وندرة في الأدوية المنقذة للحياة.
الخلية الأمنية المشتركة أوضحت أن العملية تُعد ضربة استباقية لما وصفته بـ”شركات الظل” التي تدير تجارة موازية تهدد الأمن الدوائي، مؤكدة أن التحريات جارية لتفكيك الشبكة بالكامل وكشف الجهات الممولة.
الجهات الصحية حذّرت من الآثار الكارثية لمثل هذه الممارسات، خاصة وأن التلاعب في أدوية مثل البندول يمكن أن يؤدي إلى تفشي الغش الدوائي وارتفاع أسعار العلاج بشكل غير مسبوق، وسط مطالبات شعبية وطبية بـ”قوانين رادعة تصل حد التجريم الجنائي المشدد”.
وتشهد منصات التواصل غضباً واسعاً من تنامي ظاهرة الاتجار غير المشروع بالأدوية، حيث اعتبرها نشطاء “جريمة مكتملة الأركان لا تقل خطورة عن تهريب السلاح”، نظراً لتأثيرها المباشر على حياة المواطنين.
الإعدام أمام مخازنه نفسها فهذه لا تقل عن جرائم الحرب . لابد من قانون صارم