صراع الثيران يشتعل: انسحابات ميدانية يكشفها البرهان وتهديدات بكشف المستور بعد تسريبات لقاء إدريس ومناوي

متابعات – الراي السوداني  –  أثارت تسريبات صحفية حول اجتماع جمع رئيس الوزراء كامل إدريس مع قادة من أطراف اتفاق جوبا للسلام، تحديداً مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، حالة من التوتر، حيث عبّر مناوي عن غضبه الشديد وتوعد بكشف الحقائق كاملة.

وبحسب ما أوردته الصحفية رشان أوشي، فإن الاجتماع كان مخصصاً للتشاور حول توزيع السلطة بين الموقعين على الاتفاق، إلا أن مفاجأة وقعت قبل انطلاق المداولات، حيث غادر مناوي، حاكم إقليم دارفور، القاعة بشكل مفاجئ وصادم للحاضرين، وذلك حتى قبل وصول رئيس الوزراء.

كامل إدريس افتتح اللقاء بالتأكيد على التزام الحكومة بنصوص اتفاق جوبا، مشدداً على أن اللقاء يهدف فقط للتشاور بخصوص نسب مشاركة أطراف الاتفاق في السلطة.

رداً على التسريبات التي نشرتها رشان أوشي، قال مناوي إن ظاهرة تسريب الاجتماعات باتت تتكرر، متهماً جهات باستخدام الأقلام والألسنة “المقززة”، حسب وصفه، في تزوير المحاضر وتشويه الوقائع، بهدف اغتيال الشخصيات معنوياً. وأكد أن مثل هذه السلوكيات لا تليق بالحكام، مضيفاً أن من يظن أنه بإحراق المراكب قد عبر إلى بر الأمان، إنما يخدع نفسه ويستهين بعقول الشعب، وأن استمرار هذا النهج قد يدفعهم لكشف ما لا ينبغي تناوله في وسائل الإعلام.

وأشارت التسريبات إلى أن الوزير السابق محمد بشير أبو نمو عبّر عن اعتراض حركة تحرير السودان على أي توجه لحل الحكومة دون الرجوع إلى وزراء السلام، مذكّراً بقرارات 25 أكتوبر 2021 التي أقالت وزراء قوى الحرية والتغيير، في حين أبقت على ممثلي الحركات المسلحة في مواقعهم. كما أكد أبو نمو ومعه معتصم، المسؤول السياسي لحركة العدل والمساواة، تمسك الحركات المسلحة بالوزارات التي حصلت عليها بعد توقيع اتفاق السلام في 2020.

ووفقاً للتسريبات ذاتها، فإن مواقف الحركتين، “تحرير السودان” و”العدل والمساواة”، لم تقتصر على الحوارات السياسية، بل انعكست أيضاً في الميدان، حيث انسحبت قوات تابعة لهما بشكل مفاجئ من منطقتي “المثلث” و”كرب التوم”، ما دفع رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، للاستفسار عن أسباب هذا الانسحاب، ليأتيه الرد بأن تلك القوات قررت تجميد تحركاتها حتى يتم حسم ملف التمثيل الوزاري، قبل العودة لمناقشة الأوضاع العسكرية.