جرحى الدعم السريع في طي النسيان.. والعلاج حكر على “المقربين”!
متابعات – الراي السوداني
وسط تزايد الاستنزاف الميداني لقوات الدعم السريع، يواجه أكثر من 10 آلاف جريح في ولايات دارفور وكردفان مصيرًا ضبابيًا، بعد أن تحوّل ملف علاجهم إلى متاهة من المحسوبية والوساطة، وفق ما كشفته شهادات لموقع دارفور24.
الجندي “س.ع” قال إن الرعاية الصحية باتت تُمنح بناء على العلاقات لا الاستحقاق، مضيفًا: “يُسافر البعض للعلاج بالخارج بينما ننتظر نحن بلا أمل، نسمع بالطائرات ولا نراها”.
وأشارت المصادر إلى أن قيادة الدعم السريع أوكلت ملف الجرحى لحذيفة أبو نوبة، المستشار المقيم حاليًا في نيالا، ما جعل المدينة مركزًا رئيسيًا لإدارة هذا الملف، رغم استمرار الشكاوى من الإهمال والتهميش.
في مدينة الجنينة، تتولى لجنة تضم عناصر من الاستخبارات والإدارة الأهلية الإشراف على مجمع تاج الدين الطبي، حيث تُجرى العمليات مجانًا، مع تغطية كاملة للتكاليف من قبل عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني للقوات.
لكن هذه اللجنة واجهت اتهامات بالتلاعب والتضخيم المالي، ما أثار موجة انتقادات وسط قواعد الدعم السريع، خاصة في ظل إخفاق اللجنة في تغطية العدد المتزايد من المصابين.
من جهة أخرى، تضاربت روايات الجرحى بشأن فرص العلاج في الخارج، حيث أكد البعض نقلهم عبر طرق برية إلى مطار “أم جرس” في تشاد، ومنه إلى دول أخرى، بينما اشتكى آخرون من غياب أي فرصة للسفر بسبب عدم امتلاكهم “واسطة”.
وفي ظل تدمير الوحدة الطبية المركزية للدعم السريع في شمبات بالخرطوم بحري خلال أيام الحرب الأولى، بات الملف يعاني من شلل شبه تام، خصوصًا بعد مغادرة الطواقم الطبية إلى خارج البلاد.
وبحسب مسؤول طبي في الدعم السريع، فقد تم صرف ملايين الدولارات لعلاج الجرحى في دول صديقة، دون الإفصاح عنها، مع إعطاء الأولوية للإصابات البليغة التي “تُركّب لها الطائرات”.