إسرائيل تستهدف منشآت نووية وعسكرية في إيران وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية شاملة
متابعات-الراي السوداني-في تطور مفاجئ وخطير فجر اليوم، شنت إسرائيل هجومًا جويًا واسع النطاق على عدة مواقع داخل إيران، مستهدفة أكثر من 20 منشأة نووية وعسكرية في عملية وُصفت بأنها الأجرأ منذ سنوات، وتهدد بإشعال صراع إقليمي واسع.
وبحسب شبكة “الشرق بلومبرغ”، فإن أبرز ما استهدفته الغارات الإسرائيلية كان منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في “نطنز”، بالإضافة إلى مواقع حساسة مرتبطة ببرنامج إيران النووي، بما في ذلك مساكن لقيادات بارزة في “الحرس الثوري” الإيراني. كما تضمنت العملية محاولات لاغتيال علماء نوويين كبار، بل وترددت أنباء عن استهداف رئيس أركان الجيش الإيراني نفسه.
وقد اعترف التلفزيون الإيراني الرسمي بوقوع الهجوم، وسط انفجارات متتابعة هزت العاصمة طهران ومدن أخرى، فيما سارعت إسرائيل لإعلان حالة الطوارئ الشاملة، وأغلقت مجالها الجوي، مطالبةً السكان بالتزام الملاجئ تحسبًا لرد إيراني وشيك بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة. وفي هذا السياق، أفادت وكالة “أكسيوس” أن إيران بدأت بالفعل تجهيز صواريخها الباليستية، وأقلعت طائرات مقاتلة إيرانية في رد فعل أولي على الغارات.
في أول تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الهجوم يهدف إلى “منع إيران من إنتاج ما يصل إلى 15 قنبلة نووية خلال الأشهر المقبلة”، مضيفًا أن طهران لا تملك فقط القدرة على تصنيع القنابل، بل تملك آلاف الصواريخ الباليستية وتقوم بتوزيعها على حلفائها في المنطقة.
ورغم صمت السلطات الإيرانية حتى الآن بشأن تفاصيل الخسائر، أكدت مصادر إعلامية معارضة أن ثلاث عمارات سكنية في حي معروف بإقامة قيادات من “الحرس الثوري” قد تم تدميرها بالكامل خلال القصف.
الضربة الإسرائيلية كان لها أثر فوري على الأسواق العالمية، حيث قفزت أسعار النفط بنسبة 5% بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات أو من رد إيراني قد يستهدف منشآت نفطية في الخليج. في المقابل، هبطت أسعار العملات الرقمية بشدة، حيث تراجعت “بتكوين” بنسبة 3% لتصل إلى ما دون 104 آلاف دولار، فيما هبطت “إيثيريوم” بنحو 5% لتصل إلى 2500 دولار. أما الذهب، فرغم أن أسواقه مغلقة حاليًا، إلا أن التوقعات تشير إلى ارتفاع كبير فور فتح التداولات.
إسرائيل شددت على أن العملية لا تهدف إلى تغيير النظام الإيراني، بل إلى “تدمير البنية النووية والصاروخية التي تهدد أمنها”، متوقعة أن تستمر العملية بضعة أيام.
وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بموعد الهجوم لكنها لم تشارك فيه بشكل مباشر، في محاولة واضحة للنأي بنفسها عن التصعيد، خوفًا من أن يؤدي الرد الإيراني إلى استهداف القواعد الأمريكية في الخليج. ويُذكر أن واشنطن كانت قد بدأت بسحب موظفيها وعائلاتهم من قواعد في العراق، البحرين، والكويت قبل الهجوم بساعات.
سيناريوهات الرد الإيراني
الاحتمالات باتت مفتوحة على كافة الاتجاهات، خاصة إذا تأكد أن الضربات الإسرائيلية قد ألحقت أضرارًا فعلية بالبرنامج النووي الإيراني. وفي هذه الحالة، قد ترد إيران بقصف صاروخي مباشر لتل أبيب، واستهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، مع تحريك أذرعها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، لتوسيع رقعة المواجهة وفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
المنطقة الآن تقف على حافة أخطر مواجهة منذ حرب الخليج، فيما تتجه الأنظار إلى الساعات القادمة التي قد تحدد ما إذا كان التصعيد سيتوقف عند هذا الحد، أم ستنفتح أبواب حرب إقليمية شاملة.