لماذا ينجذب البشر لنظريات المؤامرة؟ دراسة تكشف الدوافع الخفية
هل دراسة حديثة تفتح الصندوق الأسود للغموض النفسي!
متابعات – الراي السوداني
أظهرت دراسة حديثة، اعتمدت على كتاب في العلوم السلوكية والإنسانية، أن انجذاب البشر إلى نظريات المؤامرة يرتبط بحاجة عميقة لديهم للشعور بالأهمية والتأثير.
ووفقًا للباحثين، فإن جميع البشر مدفوعون بطبيعتهم للبحث عن معنى في حياتهم. لكن هذه الرغبة قد تدفع بعض الأفراد إلى تبني أنظمة معتقدات خطيرة، مثل نظريات المؤامرة.
الدراسة جزء من كتاب بعنوان “السعي وراء الأهمية”، الذي يستند إلى تجارب المؤلفين الشخصية والعلمية، ومنهم عالم النفس آري كرجلانسكي، الذي عاش طفولته خلال فترة الهولوكوست.
يركز الكتاب على كيف يمكن للرغبة في إيجاد معنى أن تحفّز الأفراد على الإيمان بسرديات خبيثة وأعمال عنيفة، خاصة في عالم يعج بعدم اليقين والأزمات.
ويوضح المؤلفان أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في حالة عدم اليقين، بل في شعور الأفراد بفقدان أهميتهم وسط هذه الفوضى، مما يجعلهم أكثر عرضة لتصديق روايات المؤامرة.
بحسب الدراسة، يشعر الأفراد الذين يواجهون تهديدًا لكرامتهم أو مستقبلهم أنهم مستهدفون، ما يجعلهم يتشبثون بسرديات تفسر معاناتهم وتوجه أصابع الاتهام إلى جهات معينة.
وتقدم هذه السرديات شعورًا زائفًا بالتفوق والمعرفة، حيث يعتقد معتنقوها أنهم جزء من نخبة “مستنيرة” اكتشفت الحقيقة المخفية عن الجميع.
يسلط الكتاب الضوء على أن منصات التواصل الاجتماعي أسهمت بقوة في نشر نظريات المؤامرة، مما زاد من سهولة تأثر الفئات المحرومة من الشعور بالأهمية.
ويحذر المؤلفان من أن الجهل الذاتي يشكل التهديد الأكبر للمجتمع، حيث يغفل معظم الأفراد عن معرفة دوافعهم العميقة، مما يسهل استغلالهم.
ويقترح الكتاب أن الطريق لحماية الذات يكمن في فهم المحركات النفسية لكل شخص، سواء كانت الحاجة للمال، الحب، التقدير، أو الطموح الشخصي.
ويخلص الباحثون إلى أن معرفة ما يحفزنا يمكن أن يساعدنا في مواجهة الإغراءات الفكرية الخطيرة، ويقودنا نحو حياة أكثر وعيًا وتوازنًا.