متابعات – الراي السوداني- حصلت د. سمية العبيد عجب، اختصاصية التغذية وتقانة الأغذية والمحاضر بكلية القلم للعلوم والتكنولوجيا وجامعة أم درمان الإسلامية، على براءة اختراع من الملكية الفكرية السودانية، وذلك لاستخراج صمغ الخروب من شجرة الخروب السودانية، في خطوة علمية واعدة تواكب الطلب العالمي المتزايد على المواد الصمغية القابلة للذوبان في الماء.
وأوضحت د. سمية أن الهدف الرئيسي من دراستها هو ابتكار طريقة لاستخراج الصمغ من بذور الخروب، التي تتميز بقشرتها الصلبة، مع تقييم خصائصه الكيميائية والفيزيائية والريولوجية والوظيفية. بدأت هذه الأبحاث عام 2022، واستمرت حتى تكللت بالنجاح في العام الحالي.
تتم عملية استخراج صمغ الخروب من خلال فصل طبقة السويداء الصمغية عن القشرة والجنين البروتيني، ومن ثم طحنها بمعدات خاصة، مع حفظ المادة المستخلصة في عبوات محكمة لمنع تعرضها للرطوبة والضوء.
وبحسب الدراسة التي أُجريت بالتعاون مع شركة “رواسخ” للاستيراد والتصدير، وعدد من المعامل البحثية، فقد أظهرت التحاليل الكيميائية الحيوية احتواء صمغ الخروب على نسبة 70.76% من الكربوهيدرات (الجلاكتومانان)، و12.52% بروتين، و1.1% دهون. كما بيّنت الدراسة أن صمغ الخروب السوداني يتميز بدرجة لزوجة عالية تصل إلى 3600 سنتيبواز، مع قدرة احتفاظ بالماء 23.7%، وثبات مستحلب يتراوح بين 1.2 و1.9.
أثبتت الدراسة أن صمغ الخروب السوداني غني بالعناصر المعدنية مثل الكالسيوم، الصوديوم، المغنيسيوم، البوتاسيوم، الزنك، والنحاس. كما أكدت إمكانية استخدام الطبقة الجنينية للبذور كمصدر بروتيني جديد، سواءً للاستهلاك البشري أو كإضافة في أعلاف الحيوانات، ما يفتح آفاقًا جديدة في مواجهة نقص الغذاء والبروتين عالميًا.
أشارت د. سمية إلى أن صمغ الخروب السوداني أُضيف إلى بعض المنتجات الغذائية مثل الزبادي والمربى، حيث أظهرت النتائج تحسنًا في الجودة والقيمة الغذائية. كما يمكن توظيفه في الصناعات الصيدلانية والكيماوية، مما يجعله منافسًا للصمغ المغربي ذي القيمة الاقتصادية العالية.
يعتبر الخروب من النباتات المقاومة للظروف المناخية، حيث ينتشر في غرب السودان وشرق البلاد، خاصة في كسلا. ويحتاج هذا الاكتشاف إلى المزيد من الدراسات العلمية لتطوير طرق الاستفادة منه كمنتج غابي عالي القيمة الاقتصادية، يدعم الاقتصاد السوداني ويعزز مكانة البلاد في السوق العالمية للمواد الصمغية.